تَصْنِيْعُ الْأولِيَاءِ رِيَادَة
عَلَى مَا هُوَ وَاضِحٌ أنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نَبِيٌّ كَامِلٌ فِي النُّبُوَّةِ ، وَلَكِنَّ الْحَقَّ مَنَعهُ شَيْئَاً وَأخَّرَ عَنْهُ شَيْئَاً :
مَنَعَهُ الرُّؤيَةَ الدُّنْياَ فَقَالَ : ( لَن تَرَانِي ) لِيَخْتَصَّهُ بِالْكَلَامِ اسْتِثْنَاءً .
وَأخَّرَ عَنْهُ التَّخَلُّقَ بِالصَّبْرِ لِيَتَعَلَّمَهُ مِنَ الْوَلِيِّ الَّذِي اسْتَحْكَمَ فَلَكَ الْوِلَايَةِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِيْنَ مِثَالاً يُحْتَذَى فِي تَصنِيْعِ الْأولِيَاءِ وَمُعَامَلَة الْأولِيَاءِ ، فَهُنَا انْدِرَاجُ النَّبِيِّ تَحْتَ حِيْطَةِ الْمُعَلَّمِ ، وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ وَلِيَّاً مَا .. يُسْكِتُ كُلَّ الْأفْوَاهِ الَّتِي تُرِيْدُ أنْ تَتَمَادَى عَلَى الْأولِيَاءِ وَتَرْفُضُ أنْ تَسْلُكَ عَلَى يَدِ الْأولِيَاءِ فَهَذَا مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ جَمِيْعَاً فَهُوَ يَسْلُكُ وَبِأمْرِ اللهِ تَعَالَى لِيَصْمُتَ مَنْ هُمْ دُونَهُ وَلِيَتَعَلَّمُوا السُّلُوكَ كَمَا أمَرَهُمُ الْحَقُّ فِي الْقُرْءَانِ الْكَرِيْمِ ، فَلَيْسَ أحْدٌ مِنْهُمْ أعْلَى مِنَ النَّبِيِّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
( من كتاب علم الحقائق البرزخية بين الحضرتين الموسوية والخضرية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .