عطاءات الاسم المتجلي الأعلى

عَطَـاءَاتُ الاسمِ المُتَجَلِّي الأعـلَى

لاشكَّ أنَّ الاسمَ المُتجليَ الأعلَى لَه عَطَاءَاتٌ ، ولكنَّ هذِه الخَاصِّيةَ لا تُعرَفُ إلاَّ مِنْ أثَرِهِ ، يعنِي يَدخُلُ بِالتَّعرُّفِ فَيَتعرَّفُ على الاسمِ المُتجلِّي ، ولمَّا يَرجِعْ إلى القَيدِ لايَستطيعُ أنْ يُعَبِّرَ عَنْ  أبعَادِ هذَا الاسمِ ؛ لأنَّها أبعَادٌ مُطلقَةٌ ، وتَعجزُ العِبارَةُ عن وَصفِ هذَا الإطلَاقِ لأنَّها مُقيدَةٌ ، لِذلكَ قُلنَـا في البِدايـةِ أنَّه لا يُعْلَمُ ولكِنْ يُعـرَفُ .

تمَامَاً مِثلُ طَعمِ العَسَلِ ، فَإذا أتَيتَ بِكتُبٍ عَديدَةٍ عَنْ مِقدَارِ لَذَّة طَعمِه وحَلاوَتِه ، وقَرَأتَ هذِه الكتبِ يَاتُرَى هَل تَصِلُ إلى مَرحلةِ تَذَوقِـهِ بِاللسَانِ ؟؟؟

أفضلُ مِنْ كُلِّ هذِه الكُتبِ أنْ تَمُدَّ يَدَكَ ، وتَأخُذَ لَحسَةَ عَسلِ ، مَتى مَاتَذَوَّقتَه تَستَشعِرُ بِالطَّعمِ فَوراً، هذِه أوصَلَتْكَ لِحَقيقَةٍ ذَوقيَّةٍ حَقيقِيةٍ ، وهي التَّعرُّفُ على الطَّعمةِ بِشكلٍ صَحيحٍ ، بَينمَا هذِه الكُتبُ كُلُّها كانَت عِلمٌ يُعلِّمُك عَنْ أوصَافِ العَسلِ ، فهذِه الكتبُ هِي عِلمُ اليَقينِ ، هذَا العِلمُ الذِي أدَرِّسُكم إيَّاه الآنَ هوَ عِلمُ اليَقينِ ، بينمَا مَعرِفةُ الاسمِ والسُّلوكُ إلى اللهِ سبحَانه وتَعَالى فِي تَطهيرِ وتَزكِيةِ النَّفسِ – قَد أفلَحَ مَنْ زَكَّـاهَـا وقَد خَابَ مَنْ دَسَّاهَـا – اسمُهُ حَقُّ اليَقينِ ، فَعِلمُ اليَقينِ أنْ تَتعلَّمَ عَنِ الاسمِ، أمَّا حَـقُّ اليَقينِ أنْ تَعرِفَ الاسمَ .

( من كتاب علم الاسم المتجلي الأعلى للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .