بأيّ شيءٍ يَفْتَتِحُونَ المُنَاجَاةَ ؟
– قَوْلُ التِرمذيِّ الحَكيمِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ :
السؤال التاسع : و بأيّ شيءٍ يَفْتَتِحُون المُنَاجَاة ؟
الجواب : (( بحَسْب البَاعِث و الدّاعِي لها )) [1] .
قال المَلِكُ عَبْد المَلِك :
ما قَوْل الشارح الحَكِيم في شرح جواب الحَكِيم النَاطِق بالحَكِيم ؟
قال الشَارِح :
الشَارِح لها ؛ أيْ للمُنَاجَاة المُفْتَتِح بها، و الداعي ؛ أيْ ما دعانا للأخذ بهذه المُنَاجَاة على وَجْه التّعيين دون غيرها ، و بحسب البَاعِث ؛ أيْ بحسب المُخَصّص لهذه المُنَاجَاة في عوالِم المَفعُولات الانبعاثيّة ، و هذا يفيد أنّهم يَفتتِحُون المُنَاجَاة بمفعولٍ انبعاثيٍّ يضعه البَاعِثُ تعالى ، فيجده المُنَاجِي العَبْد موضوعاً له ، فيَنْفَعِل عن هذا البَاعِث المَوضُوع فتكون مُنَاجَاته وَضعيّة ، و هذا يعني أنّ الحَكيم التِرمذيّ رضي الله عنه يقول بالبَاعِث الوَضْعيّ .
قال المَلِكُ عَبْد المَلِك :
نِعمَ المَقَال ، و هو صحيح في جواب هذا السؤال ، و أنا أُقرّ البَاعِث الوَضْعيّ .