هل للمخلوقات المتماثلة في العوالم المتوازية نفس الروح – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

هل للمخلوقات المتماثلة في العوالم المتوازية نفس الروح
سؤال : يقول الحق تعالى : (  اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) سورة الطلاق الآية / 12 / ، فهل المخلوقات المتماثلة في العوالم المتوازية لها نفس الروح ( روح واحدة ) في كل العوالم ؟ أم أن لكل مخلوق روحه وإن تناوله روح التماثل ؟
الجواب : هذا سؤال صعب جداً إستيعاب جوابه، ولكني سأجيب، فهو يدخل في باب تدبير الروح الواحدة لأكثرمن جسم أو أكثر من جسد .
فمن لم يستوعب الجواب ويفهم فليعذرني .. فإن لكل شخصية من شخصياتك في العوالم المتوازية في الأراضين نفس الروح لأنك هناك أنت بذاتك و لست غيرك كما أنت هنا نفسك ولست غيرهم  فافهم ترشد.

ولعلك تجد في عالم المثال أو عالم الأحلام أو عالم البيولوجيا دليلا على ذلك .
في عالم البيولوجيا فإن في جسدك ملايين من الاجسام والأجساد  ومنها الكريات الحمراء وكل كرية لها جسدانيتها الخاصة وكذا كل خليه من جسد فلها عناصرها الخاصة التي تكتمل بها وها هو روحك يدبر كل تلك الأجساد والأجسام فيه .
أما في عالم الأحلام فإننا نرى كيف أن خمسين شخصاً يرى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وكلهم على رؤية حق وكل منهم يراه في حال مختلف بمظهر جسداني مختلف حسب رؤياه.. فمنهم من يراه يطير ومنهم من يراه يأكل معه  ومنهم من يراه غاضباً ومنهم من يراه باشاً .. وهكذا .. فصور الأجسام كثيرة والروح المحمدية واحدة .صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد روى الطبري في “تفسيره” (23/469) ، والحاكم (3822) ، والبيهقي في “الأسماء والصفات” (832) عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) قَالَ: ” فِي كُلِّ أَرْضٍ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ ، وَنَحْوُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْخَلْقِ ” .
وفي لفظ :
( سَبْعَ أَرَضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ ، وَآدَمُ كآدمَ ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى ) .
ثم روى الطبري (23/ 469) عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ” لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم ، وكفركم تكذيبكم بها ” .
قال البيهقي : ” إِسْنَادُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَحِيحٌ، وَهُوَ شَاذُّ بِمُرَّةَ ، لَا أَعْلَمُ لِأَبِي الضُّحَى عَلَيْهِ مُتَابِعًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ “ انتهى .

وقال الذهبي في “كتاب العلو” (ص 75) ما ملخصه :
رواه الْبَيْهَقِيُّ فِي الصِّفَاتِ ، ورُوَاته ثِقَات ، وَرُوِيَ عَن عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مُطَوَّلا بِزِيَادَةٍ ، غَيْرَ أَنَّنَا لَا نَعْتَقِدُ أن لذَلِكَ أصلا ، فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: أخبرنَا الْحَاكِم أَنبأَنَا أَحْمد بن يَعْقُوب الثَّقَفِيّ حَدثنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ” سبع أَرضين، وَفِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ، وَآدَمُ كَآدَمِكُمْ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى”.

وقال ابن قدامة رحمه الله في “المنتخب” (ص125):
” عن أَحْمَد بْن أَصْرَمَ الْمُزَنِيّ ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ” نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ، وَنُوحٌ كَنُوحِكُمْ، وَآدَمُ كَآدَمَكُمْ “.
….. شَرِيكٌ وَعَطَاءٌ فِيهِمَا لِينٌ لَا يَبْلُغُ بِهِمَا رَدَّ حَدِيثِهِمَا ، وَهَذِهِ بَلِيَّةٌ تُحَيِّرُ السَّامِعَ ، كَتَبْتُهَا اسْتِطْرَادًا لِلتَّعَجُّبِ ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلِ: اسْمَعْ وَاسْكُتْ ” انتهى .


(نقلا عن كتاب الفوح ببعض أدلة الروح للمفكر الإسلامي د. هانيبال يوسف حرب ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى