الإنتربولوجيا بين الحضرتين المحمدية والإبراهيمية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الإنتربُولوجيَة بَينَ الحَضرَتينِ المُحمَّدِيَّةِ وَالإبرَاهِيمِيَّةِ

في المُحمَّديَّةِ : قالَ سَيِّدُنا مُحمدٌ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لِسيدِنا جِبريلَ عليهِ السَّلامُ كَمَا في حَديثِ أهلِ الطَّائفِ الذِينَ آذَوهُ حِينَ استَأذَنَه السَّيدُ جِبريلُ عليهِ السَّلامُ أنْ يُطبِقَ على أهلِ الطَّائفِ الأخشَبَينِ فَلَمْ يُرِدْ ذلكَ، وقالَ : عسَى أنْ يُخرِجَ مِنْ أصلَابِهم مَنْ يُوحِّدُ اللهَ تعَالى، فَرَفَعَ الأمرَ إلى المُؤثِّرِ الحَقِّ مُتجاوِزاً الحَضرةَ الجِبريلِيةَ بِدَافعِ الرَّحمةِ لِلأمَّةِ .

و في الإبرَاهِيميَّةِ : قالَ سَيِّدُنا إبرَاهيمُ عليهِ السَّلامُ لِسيِّدِنا جِبريلَ عليهِ السَّلامُ عندَما أرَادَ قَومُه أنْ يَرمُوهُ في النَّارِ قَولَتَه المَشهُورةَ : أمَّا لَكَ فَلَا، عِلمُه بِحالِي يُغنِي عَنْ سُؤالِي، فقالَ تعَالى لِلنَّارِ : ( قُلنَا يَا نَارُ كُونِي بَردَاً وَسَلامَاً على إبرَاهِيمَ ) الأنبياء .

وهذَا رَفْعٌ لِلأمرِ إلى المُؤثِّرِ الحَقِّ مُتجَاوِزاً الحَضرةَ الجِبريلِيةَ بِدافعِ الرَّحمةِ لِلأمَّةِ، وهوَ نَفسُه تِلكَ الأمَّةِ فإنَّ إبراهيمَ لَأُمَّةٌ عليهِ سَلامُ اللهِ و صَلاتُه .

انظُرْ وَفَّقكَ اللهُ تعَالى إلى سِرِّ التَّوحِيدِ بَينَ أبِي الأنبِياءِ وخَاتَمِهم عَليهِما سَلامُ اللهِ وصَلاتُه، ومِنْ هنا كانَت أسرَارُ التَّوحِيدِ بَينَهما، وَجَمْعُ الصَّلاةِ علَيهِما في الصَّلاةِ الإبرَاهِيميَّةِ نَقرَؤُها في صَلاتِنا بَينَهما .

 


( من كتاب علم الإنتربُولوجيَا للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى