الولاية الإرشادية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الْوِلَايَةُ الْإرْشَادِيَّةُ مُلَازِمَةٌ لِكُلِّ الأنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ

 

هَذِهِ الْحَقِيْقَةُ التَّسْلِيْكِيَّةُ التَّرشِيْدِيَّةُ فِي استِكْمَالِ مَعْرِفَةِ الْحَقَائِقِ لَيْسَتْ فَقطْ مَعَ الْحَضْرَةِ الْمُوسَوِيَّةِ الشَّرِيْفَةِ ، وَإنَّمَا مَعَ كُلِّ الْأنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ، حَيْثَ أنَّ الْوَلِيَّ الْمُرْشِدَ لِلْأنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ كَانَ سَيِّدُنَا جِبْريلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُومُ بِتِلْكَ الْوَظَائِفِ التَّرْشِيْدِيَّةِ ، وَهُنَاكَ فِي الْقُرْءَانِ الْكَرِيْمِ شَوَاهِدُ فِي كَثِيْرٍ مِنَ الْقِصَصِ الْقُرْءَانِيَّةِ .

فَسُلَيْمَانُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ وَلِيَّاً مُرْشِدَاً لِمَمْلَكَةِ سَبَأ كُلِّهَا بِمَا فِيْهَا بَلقِيْسُ عَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَكَذَلِكَ سَيِّدُنَا إبْرَاهِيْمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ وَلِيَّاً مُرْشِدَاً لِأبِيْهِ وَقَومِهِ .. وَكَذَلِكَ كُلُّ نَبِيٍّ كَانَ وَلِيَّاً مُرْشِدَاً لِقَومِهِ ، مِنْهُمْ مَنْ قَبِلَ الْإرْشَادَ وَمِنْهُمْ مَنْ رَفَضَ .

وَقَدْ جَاءَتِ الْمَشيْئةُ الإلَهِيَّةُ بِأنْ تَسْتَمِرَّ صُحْبَةُ سَيِّدِنَا مُوسَى لِسَيِّدِنَا الْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ثَلَاثَةَ مَوَاقِفَ فَقطْ هِيَ : السَّفِيْنَةُ وَالْغُلَامُ وَالْجِدَارُ ، فَكَانَتْ كَافيَةً لِإتْمَامِ السُّلُوكِ ، وَهِيَ كَافِيَةٌ لِكُلِّ سَالِكٍ وَلَكِنُّ حُجُبَ السَّالِكِينَ الْيَومَ بَاتَتْ سَمِيْكَةً جِدَّاً وَغَفَلَاتُهُم أقْوَى مِنْ يَقَظَتِهِمْ .

 


( من كتاب علم الحقائق البرزخية بين الحضرتين الموسوية والخضرية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى