الوضوح الروحي للعلاقة مع الآخرين

الوُضوحُ الرُّوحيُّ للعلاقةِ معَ الآخرينَ .. تبدأ بأولويةِ الأشخاصِ و قُربِهِم ..

من أهمِّ مراحلِ الوُضوحِ الرُّوحيِّ في العلاقاتِ الحياتيَّةِ هيَ وضوحُ الروحِ في علاقتِها بينَ العبدِ وربِّهِ ، ومِن ثمَّ الوضوحُ الرُّوحيُّ مع الذاتِ ؛ فذلك يعودُ على الإنسانِ بالنَّفعِ وحُسنِ التعاملِ مع غيرهِ ومع محيطِهِ .

ومنَ الضروريِّ أوَّلاً وأخيراً الوُضوحُ الرُّوحيُّ للعلاقةِ مع الآخرينَ .. وخصوصاً الأقاربُ  فإنَّ صلةَ الرَّحمِ وتحقيقَ القُربِ الواضحِ في هذهِ الصِّلةِ يُحققُ حياةً مختلفةً وخصوصاً فيما يتعلقُ بطولِ العمرِ ..
فإنَّ تفاعلَكَ بوضوحٍ رُوحيٍّ مع المقرَّبينَ منَ العائلةِ ذاتِ الجيناتِ المشترَكةِ إنَّما يؤثِّرُ على روحانيِّةِ الأجَل ويطيلُ العمرَ وبالتالي نستطيعُ أنْ نقولَ أنَّهُ إمدادٌ لمادةِ الحياةِ .

فوضوحُ الرُوحِ في علاقتِها مع الآخرينَ .. يبدأُ بأولويَّةِ الأشخاصِ و قُربِهِم .

نبدأ بالوالدينِ .. علينا أن نكونَ بارِّينَ بوالدَينا قدرَالمستطاعِ ..عَمَلاً  بقولِهِ تَعَالى : { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {15} سورة لقمان .

هذا بالنسبةِ للوالدينِ .

– أمَّا عنِ الأقاربِ والمعارفِ وأصحابِ الصِّلةِ فوضعُ حدودٍ للعلاقةِ هوَ الذي يُديمُ العلاقةَ ويُبقيها مستمرةً ، لأنَّ كثرةَ التواصلِ والاحتكاكِ يفتحُ المجالَ للتدخلِ والقيلِ والقالِ ، وعدمُ وجودِ وضوحٍ رُوحيٍّ يساهمُ في زيادةِ المشكلاتِ ؛ بينما معَ الوضوحِ الرُّوحيِّ في العلاقةِ لا يمكنُ أن تحدُثَ المشكلاتِ المدمِّرةِ لأنَّ الوضوحَ الرُّوحيَّ يحافظُ على تلكَ المسافاتِ الآمنةِ بينَ الأقاربِ .. ويَدعمُ روحانيةَ صِلةِ الرَّحمِ .

– وبالنسبةِ للزمالةِ في العملِ .. فالأساسُ هو أن تكونَ العلاقةُ علاقةَ عملٍ ولابأسَ من تقديمِ الواجباتِ الاجتماعيةِ بالمناسباتِ لا أكثرَ ، وكذلكَ الحالُ بالنسبةِ للجيرانِ .. فهذا كلُّهُ منَ الوضوحِ الرُوحيِّ .

( من كتاب‏‏ السر الروحي للحياة المتفوقة للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .