السلام الكوني في بحر الذكاء الروحي – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

السلام الكوني في بحر الذكاء الروحي

الذَّكَاءُ الرُّوحِيُّ لَهُوَ حَقَّاً مِنَ الهِبَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ الَّتِي مَنَحَنَا إيَّاهَا الرَّبُّ لِيَرتَقِيَ بِنَا لِنَكُونَ خُلَفَاءَهُ فِي هَذَا الوُجُودِ .

إنَّ بِنَاءَ فِكْرٍ وَاضِحٍ جَلِيٍّ لمَنظُورِ وَمَفهُومِ عُلُومِ الطَّاقَةِ الرُّوحِيَّةِ فِي تَنمِيَةٍ رُوحِيَّةٍ بَشَرِيَّةٍ تَحتَ جَنَاحِ مَنبَعِ عُلُومِ الطَّاقَةِ وَضِمنَ مَنظُومَاتِ عِلمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ هُوَ سَبِيلٌ حَقِيقِيٌّ لِصِنَاعَةِ التَّفَوُّقِ وَالسَّلَامِ الحَقِيقِيِّ .

الإدرَاكَاتُ الفَاعِلَةُ لِلرُّوحِ تُمِيِّزُ أهلَ الرُّوحِ عَن أهلِ العَقلِ ، وَارتَقَى أهلُ الرُّوحِ بِالذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ عَلَى كُلِّ عُرُوشِ الذَّكَاءِ الَّتِي نَزَلَتْ عَنِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ وَعَلَى رَأسِهَا الذَّكَاءُ العَقلِيُّ وَدُونَهُ الذَّكَاءُ النَّفسِيُّ .

إنَّ السَّلَامَ العَالَمِيَّ هُوَالنُّقطَةُ المُشتَرَكَةُ لِلعَالَمِ لِإحلَالِ السَّلَامِ ..

هُوَ الانفِتَاحُ الكَونِيُّ لِعُلُومِ الطَّاقَةِ وَالتَّنمِيَةِ الرُّوحِيِّةِ البَشَرِيَّةِ عَلَى أسَاسِ عِلمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ .

الرُّوحُ : يَتَحَلَّى بِاسمِهِ القُدُّوسِ عِندَمَا تَتَحَقَّقُ الرُّوحُ بِمَفَاهِيمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ فَتَفتَحُ أنوَارَ التَّقدِيسِ وَتَهفُو إلَى السَّلَامِ الكَونِيِّ .

فَإنَّ عِلمَ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ عِلمٌ يُؤهِّلُكَ لِقُدرَةٍ شِفَائِيَّةٍ مُمَيَّزَةٍ يَتَجَلَّى بِهَا رَبُّ الكَونِ .. فَتَمنَحُكَ السَّلَامَ .

فَكَمَا أنَّ إتقَانَ عِلمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ هُوَ مَنبَعُ الإبدَاعِ العِلمِيِّ الذَّاتِيِّ حَيثُ تَكتَشِفُ قُدُرَاتِكَ وَتَنمِيَةِ ذَاتِكَ كَذَلِكَ هُوَ فَسحَةُ السَّلَامِ البَاطِنِ الَّذِي يَفِيضُ عَلَى السَّلَامِ الظَّاهِرِ .

فَقَد قَالُوا مَنْ عَرَفَ اللَّهَ عَرَفَ كُلَّ شَيئٍ وَمَنْ فَاتَهُ اللَّهُ فَاتَهُ كُلُّ شَيءٍ .. وَهَذِهِ المَعرِفَةُ لَاتَكُونُ بِمعزلٍ عَنِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ .

عِلمُ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ انفِتَاحٌ عَالَمِيٌّ لِاحتِرَامِ الآخَرِ ، وَالإنسَانُ أخُو الإنسَانِ فِي كُلِّ الأديَانِ نَحوَ الإنسَانِيَّةِ الحَضَارِيَّةِ .

إتقَانُ فَنِّ عُلُومِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ يُدخِلُكَ عَالَمَ أبعَادِ المَخلُوقَاتِ فَتَكُون فِي قِمَّةِ الرَّحمَةِ .

وَاللَّهُ يَقُولُ الحَقَّ وَهُو َيَهدِي السَّبِيلَ واَلحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ .


( نقلاً عن كتاب تعلم معي علم الذكاء الروحي للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى