الروح وأجساد أهل النار – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الرُّوحُ وَأجْسَادُ أهْلِ النَّارِ


عِنْدَمَا يَتْعَبُ جَسَدُ الْإنْسَانِ صِحِّيَّاً وَيُصْبِحُ مَرِيْضَاً أوْ مَعْلُولَاً ( يُصْبِحُ مَعَهُ مَرَضٌ أوْ عِلَّةٌ )  فَإنَّ الرُّوحَ لَا تَتَأثَّرُ ؛ فَالرُّوحُ لَاتَمْرَضُ بَلِ الَّذِيْ يَمْرَضُ هُوَ الْجَسَدُ .

وَقَدْ رَأَيْنَا فِيْ التَّجْرِبَةِ أمُورَاً كَثِيْرَةً تُفِيْدُ فِيْ هَذَا الْبَابِ مِنْهَا أنَّ الْمَرِيْضَ إذَا نَامَ طَافَتْ رُوحُهُ فِيْ عَوَالِمَ لَا تَشْعُرُ فِيْهَا بِأيِّ شَيْءٍ مِنْ مَرَضِ جَسَدِهَا ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ الْأْولِيَاءِ الَّذِيْنَ لَدَيْهِمْ قُدُرَاتٌ عَلَى التَّجَسُّدِ الرُّوحِيِّ خَارِجَ أجْسَادِهِمْ فَإنَّهُمْ يَكُونُونَ عَلَى مَرَضٍ فِيْ الْجَسَدِ ؛ وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَخْرُجُونَ مِنَ الْأجْسَادِ إلَى التَّجَسُّدَاتِ الرُّوحِيَّةِ لَاتَجِدُ عَلَى أرْوَاحِهِمُ الْمُتَجَسِّدَةِ أيَّ مَرَضٍ .

فَمِنْ إمْكَانِيَّاتِ الرُّوحِ إذَا خَرَجَتْ مِنْ جَسَدِهَا الْمَادِّيِّ أنْ تَتَجَسَّدَ كَمَا شَاءَتْ بِأيِّ شَكْلٍ تُرِيْدُهُ كَمَا حَدَثَ فِيْ تَارِيْخِنَا الْإسْلَامِيِّ ، كَمَا يَسْتَطِيْعُ الْإنْسَانُ أنْ يَفْصِلَ جَسَدَهُ عَنْ رُوحِهِ وَ يُعِيْدَهَا إلَيْهِ .

فَالرُّوحُ كَائِنٌ ؛ وَالْجَسَدُ كَائِنٌ وَيُمْكِنُ انْفِصَالُهُمَا بِبَسَاطَةٍ .

أمَّا الْوَعْيُ فَهُوَ يَسْتَوْطِنُ الرُّوحَ وَلَيْسَ الْجَسَدَ ، فَإذَا انْفَصَلَا تَبِعَ الْوَعْيُ الرُّوحَ وَتَرَكَ الْجَسَدَ ، وَهَذَا لَايَعْنِيْ أنَّ لِلْجَسَدِ وَعْيٌ خَاصٌّ وَلَكِنَّهُ وَعْيٌ جَمَادِيٌّ وَلَيْسَ هُوَ وَعْيُ الْإنْسَانِ الرُّوحِيِّ الَّذِيْ يُحَاسَبُ بِهِ وَيُجْزَى أو يُعَاقَبُ .

وَمِنْ إمْكَانِيَّاتِ الرُّوحِ : السَّفَرُ فِيْ الْمَاضِيْ ، وَكَذَلِكَ ( مِنْ إمْكَانِيَّاتِ الرُّوحِ )

الدُّخُولُ فِيْ أشْخَاصٍ آخَرِيْنَ ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠) سُورَة الْفَجْرِ .

وَلَا َيكُونُ الْجَسَدُ الدُّنْيَوِيُّ هُوَ عَيْنُهُ الْجَسَدُ الْأْخرَوِيُّ أوِ الْبَرْزَخِيُّ ، فّإنَّ الْجَسَدَ فِيْ الْآخِرَةِ يَتَجَسَّدُ عَنْ وَعْيِ الرُّوحِ بِمَا حَصَدَتْ مِنْ تَجَارِبِهَا فِيْ الدُّنْيَا وَاخْتِبَارَاتِهَا وَبِالتَّالِيْ يَمُوتُ الْجَسَدُ هُنَاكَ عَلَى حَسَبِ كُلِّ شَخْصٍ ؛ فَقَدْ جَاءَ فِيْ الْحَدِيْثِ الشَّرِيْفِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ فِيْكُمْ لَرَجُلَاً ضِرْسُهُ فِيْ النَّارِ أعْظَمُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ) .

أخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَال َ: ( مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ فِيْ النَّارِ مَسِيْرَةُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

عَنْ أبِيْ هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضِرْسُ الْكَافِرِ ـ أوْ نَابُ الْكَافِرِ ـ مِثْلُ أُحُدٍ وَ غِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيْرَةُ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ ) أخْرَجَهُ مُسْلِم أيْضَاً

وَ خَرَّجَ الْحَاكِمُ : عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ؛ وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً ؛ وَعَضُدُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ ) .

وَكَذَلِكَ خَرَّجَهُ الْإمَامُ أحْمَدُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيْهِ عَضُدَهُ ؛ وَخَرَّجَهُ الْحَاكِمُ مَوْقُوفَاً عَلَى أبِي هُرَيْرَةَ وَ زَادَ فِيْهِ : قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ : وَ كَانَ يَقُولُ : بَطْنُهُ مِثْلُ بَطْنِ إضَمٍ .

وَ خَرَّجَ الْإمَامُ أحْمَدُ عَنْ أبِيْ هُرَيْرَةَ أيْضَاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنَ قُدَيْدَ وَمَكَّةَ، وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ) .

وَ خَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِيْ هُرَيْرَةَ أيْضَاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضِرْسُ الكَافِرِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ البَيْضَاءِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ ثَلَاثٍ مِثْلُ الرَّبَذَةِ ) .

وَقَالَ قَولَهُ : مِثْلُ الرَّبَذَةِ : يَعْنِي كَمَا بَيْنَ الْمَدِيْنَةِ وَالرَّبَذَةِ ( قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ أَيْ مِثْلُ بُعْدِ الرَّبَذَةِ مِنَ الْمَدِينَةِ أَوْ مِثْلُ مَسَافَتِهَا إِلَيْهَا فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ وَهُوَ فِي الْمَدِينَةِ ) ، وَالْبَيْضَاءُ : جَبَلٌ .

وَ خَرَّجَ أيْضَاً عَنْ أبِيْ هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ) .

وَ خَرَّجَ الْإمَامُ أحْمَدُ مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَعْظُمُ أهْلُ النَّارِ فِيْ النَّارِ حَتَّى إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إلَى عَاتِقِهِ مَسِيْرَةَ سَبْعِمَائَةِ عَامٍ ، وَ إنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعَاً ، وَ إنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ) .

وَ خَرَّجَ الْإمَامُ أحْمَدُ وَ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيْثِ أبِيْ سَعِيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ) .

وَخَرَّجَ ابْنُ مَاجَه عَنْ أبِيْ سِعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إنّ الكَافِرَ لَيَعْظُمُ حَتَّى إنّ ضِرسَهُ لأَعظَمُ مِن أُحُدٍ، وفَضِيلَةُ جَسدِه على ضِرسِهِ كفضيلَةِ جَسَدِ أَحَدِكُمْ عَلَى ضِرْسِهِ ) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ .

وَخَرَّجَ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيْثِ ثَوْبَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظَ جِلْدِهِ أرْبَعُونَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ) .

وَخَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيْثِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِ يَكْرِبْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ غِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعِينَ بَاعًا،حَتَّى يَصِيرَ النَّابُ مِنْهُ مِثْلَ أُحُدٍ ) .

وَخَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ أيْضَاً عَنِ الْمِقْدَامِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، عُظِّمُوا وَفُخِّمُوا كَالْجِبَالِ ) .

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أرْقَم : ( إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَيُعَظِّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ الضِّرْسُ مِنْ أَضْرَاسِهِ كَأُحُدٍ ) خَرَّجَهُ الْإمَامُ أحْمَدُ مَوْقَوفَاً .

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ( إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ – يَعْنِي أهْلَ النَّارِ – وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَأَوْدِيَةُ قَيْحٍ وَ دَمٍ ، قِيْلَ لَهُ : أنْهَارٌ ؟ قَالَ : بَلْ أوْدِيَةٌ ) . خَرَّجَهُ الْإمَامُ أحْمَدُ وَقَدْ سَبَقَ بِتَمَامِهِ .

وَعَنْ عَمْرُو بْنِ مَيْمُونَ قَالَ : ( إنَّهُ لَيُسْمَعُ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَ لَحْمِهِ جَلْبَةُ الدُّودِ كَجَلْبَةِ الْوَحْشِ ) .

وَخَرَّجَ الْإمَامُ أحْمَدُ وَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدْيْثِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إنَّ الْكَافِرَ يَجُرُّ لِسَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ وَرَائِهِ قَدرَ فَرْسَخَيْنِ يَتَوَطًّؤُهُ النَّاسُ ) .

وَقَدْ وَرَدَ نَحْوَ ذَلِكَ فِيْ حَقِّ عُصَاةِ الْمُوَحِّدِيْنَ أيْضَاً فَخَرَّجَ الْإمَامُ أحْمَدُ وَ ابْنُ مَاجَه وَ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيْثِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا ) .

وَخَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أبِيْ غَنْمٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ أبِيْ غَسَّانَ الضَّبِّيِّ قَالَ : ( قَالَ لِيْ أبُو هُرَيْرَةَ ـ بِظَهْرِ الْحِيْرَةِ أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خِدَاشٍ ـ فَإنِّيْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : فَخِدُهُ فِي جَهَنَّمَ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ قُلْتُ : لِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ! قَالَ : ” كَانَ عَاقَّاً لِوَالِدَيْهِ ” ) .

وَرَوَى أغْلَبُ بْنُ تَمِيْمٍ وَفِيْهِ ضَعْفٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنَسٍ مَرْفُوعَاً : ( يُجَاءُ بِالأَمِيرِ الْجَائِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتُخَاصِمُهُ الرَّعِيَّةُ ، فَيفْلجُونَ عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : سِدَّ عَنَّا رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ جَهَنَّمَ ) .

وَخَرَّجَ الْخَلَّالُ فِيْ كِتَابِ السُّنَّةِ مِنْ حَدِيْثِ الْحَكَمِ بْنِ الْأعْرَجِ عَنْ أبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ : ( يُعَظَّمُ الرَّجُلُ فِي النَّارِ، حَتَّى يَكُوْنَ جَسَدُهُ مَسِيْرَةَ سَبْعِ لَيَالٍ، ضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ، شِفَاهُهُمْ عَلَى صُدُوْرِهِمْ مَقْبُوْحِيْنَ، يَتَهَافَتُوْنَ فِي الناَّرِ) .

وَرَوَى مِسْكِيْنُ عَنْ حَوْشَبَ عَنِ الْحَسَنِ أنَّهُ ذَكَرَ أهْلَ النَّارِ فَقَالَ : ( قَدْ عُظِّمُوا لِجهَنَّمَ مَسِيْرَةَ ثلَاثَةِ أيَّامٍ وَ لَيَالِيْهِنَّ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ  وَ إنَّ نَابَ أحَدِهِمْ مِثْلُ النَّخْلِ الطِّوَالِ ، وَ إنَّ دُبُرَهُ لَمِثْل الشُعَبِ ،مَغْلُولَةٌ أيْدِيْهِمْ إلَى أعْنَاقِهِمْ ، قَدْ جَمَعَ بَيْنَ نَوَاصِيْهِمْ وَأقْدَامِهِمْ ، وَ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ؛ يَسُوقُونَهُمْ إلَى جَهَنَّمَ فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لِلْمَلَكِ : ارْحَمْنِيْ فَيَقُولُ : كَيْفَ أرْحَمُكَ وَ لَمْ يَرْحَمْكَ أرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ ؟ ) .

نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ أحْوَالِ أهْلِ النَّارِ .

 


( من كتاب علم الفوح من بعض أدلة الروح للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى