الوعيُ يَشهدُ الواحدَ في البسملةِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الوعيُ يَشهدُ الواحدَ في البسملةِ

اعلمْ ياو ليِّي في اللهِ تعالى أنَّنا لمْ نرَ أحداً في الحضاراتِ السابقةِ ولن يأتِ أحدٌ ليقولَ عن شيءٍ كانَ اسمُهُ غيرُ اللهِ ومن ثَمَّ جاءَ اللهُ بعدَهُ وصارَ هوَ المُضافُ عليهِ .. هذا لا يكونُ ولا يستطيعُ أحدٌ أن يقولَ هذا الكلامَ .. لِماذا ؟ لأنَّهُ و ببساطةٍ وقبلَ أن يبدأَ الكونُ المتعدِّدُ بوجودِهِ المتعدِّدِ لابدَّ أن يكونَ هناكَ الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ اللهُ الرحمنُ الرحيمُ الذي أوجَدَ هذا الكونَ المتعدِّدَ ؛ فليسَ لأيِّ مشركٍ أو كافرٍ أو زنديقٍ أو أيِّ أحدٍ يريدُ أن يعبَثَ بالألوهيَّةِ إلا أن يُثبِتَ وجودَ الواحدِ الأحدِ من كونِهِ إلهَاً ؛ ثم يأتي بعدَ ذلكَ بِعبثيَّتِهِ فيشركُ بهِ ؛ أو يكفرُ بهِ ؛ أو يُلغيهِ ؛ أو يُنكرُهُ .

فإذا أرادَ أن يُلغيَهِ مثلَ الملاحدةِ الذين يريدونَ أن يلغوا وجودَ اللهِ تعالى فهم لا يستطيعونَ إلا أن يُثبتوا وجودَهُ أوَّلاً ثم يلغوا هذا الوجودَ .. لِماذا ؟ لأنَّهُ واحدٌ في ذاتهِ ..

فتَراهُم يقولونَ : إنَّ اللهَ الذي تدَّعُونَ وجودَهُ غيرُ موجودٍ !!

فهم يُثبِتونَ في مقولاتِهِم وجودَ إلهٍ ولو بالمفهومِ ليُنكِروهُ في المعلومِ ، ولو أنَّهم تفطَّنُوا لذلكَ لَمَا أنكروهُ أصلاً .. فالمعدومُ لايُنكَرُ .

حادثةٌ حقيقيةٌ حولَ هذا المفهومِ :

قامَ ابنُ عائلةٍ ملحِدةٍ بشَتمِ الرَّبِّ والعياذُ باللهِ تعالى فقالَ الأبُ الملحِدُ للابنِ : يابُنيَّ لِماذا تشتمُهُ ؟! .. فإنَّكَ بِشتْمِهِ تُثْبِتُهُ .
قالَ الابنُ : وكيفَ ذلكَ ؟!  
قالَ لهُ الأبُ : المعدومُ وغيرُ المَوجودِ ليسَ بشيءٍ .. وأنتَ هنا تشتمُ اللاشيءَ .. فشتيمتُكَ تقعُ على لا شيءَ .
فبُهتَ الابنُ .. وأسلمَ  مِن يومِها وصارَ مِن الصالحينَ المعارضينَ للإلحادِ والمكافحينَ لهُ
والمُنافحينَ عن الإسلامِ كيدَ كلِّ كائدٍ مغرورٍ وذلكَ لأنَّ الابنَ علِمَ ووعى الحقيقةَ الواحديةَ للمُسمَّى { اللهُ } تعالى .

وأقولُ : اعلمْ ياوليِّي في اللهِ تعالى أنَّ كلَّ الملاحدةِ يتأثَّرونَ بشدةٍ عِندما يَسمعونَ من يُثبِتُ الحقَّ وواحديَّةَ الحقِّ ولا يُمكنُ أن يؤثِّرَ بهما لا مَوجودٌ .. فالعدمُ لايؤثِّرُ .
العدمُ فقيرٌ إلى وجودِهِ فكيفَ يكونُ معه التأثير والتأثيرُ وجودٌ ؟! ..
إذاً المؤثِّرُ فيهم موجودٌ حقٌّ .. وأعلَمَنا الحقُّ تعالى أنَّهُ يرسِلُ عليهمُ الشياطينَ تَؤزُّهُم أزّاً ..
وهذا مِن علاماتِهِ جلَّ وعَلا للمؤمنينَ على وجودِ مُسمَّاه الذي يُنكِرونَهُ .

واعلم يا وليِّي في اللهِ تعالى : أنَّكَ عندما تقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فأنتَ لا تستطيعُ إلَّا أن تُثبِتَ أنَّهُ اللهُ الرحمنُ الرحيمُ ؛ وأنَّهُ هو الواحدُ ، وعندَ تلاوتِكَ لـ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } إنَّما تعني أنَّهُ الواحدُ الأحدُ .

لذلكَ أرجو مِن كلِّ الناسِ الذينَ يُريدونَ أن يَبدؤوا بقراءةِ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } في القرءانِ الكريمِ أن يَستحضِروا في ذواتِهم هذهِ الحقيقةَ .. حقيقةَ أنَّهم يَقرؤونَ القرءانَ الكريمَ بِـ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } بسمِ هذا الإلهِ الواحدِ الذي لا شريكَ لهُ .


للمزيد … يمكنك تصفح / تحميل كتاب تفسير بنور الله تعالى – البسملة (الجزء الثاني) وذلك عبر الضغط على الصورة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى