الحضرة الملكية وعالم التأثير : في الحضرة العيسوية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الحَضرَةُ المَلَكِيَّةُ وعَالَمُ التَّأثِيرِ : في الحَضرَةِ العِيْسَوِيَّةِ

في هذِه الحَضرةِ شَهِدنَا اختِصاراً لِلآثَارِ الخَارِجةِ عَنِ الحَامِلِ المُؤثِّرِ فيهِ، وهوَ الحَضرةُ المَلَكِيَّةُ، وذلكَ أنَّ السَّيدَ المَسيحَ عليهِ سَلامُ اللهِ تعَالى مِنْ رُوحِ اللهِ تعَالى، ونَفْخِهِ عليهِ السَّلامُ في أُمِّهِ البَتولِ عليهَا السَّلامُ كانَ ظاهِراً مِنْ خلالِ الوَسيطِ المَلَكِيِّ، وهوَ سيِّدُنا جِبريلُ عليهِ السَّلامُ فَفِي هذِه الحَضرةِ لَمْ نَجِدْ إلَّا المُؤثِّرَ سُبحانه وتعَالى والحَامِلَ المُؤثِّرَ فيه وهوَ الحَضرةُ الجِبرِيليةُ، وهنا تَمَّ التَّخلِيقُ بِالنَّفخِ حَيثُ كانَ في الحَضرةِ المُوسوِيَّةِ بِالقَذفِ، وكانَ القذفُ أثرَ الأثَرِ، وهنا بِالنَّفخِ كانَ الأثرُ النَّافِخُ بِاسمِ المُؤثِّرِ .

فَفِي الحَضرةِ المُوسوِيَّةِ وَقفَ الإنسانُ مَعَ أثَرِ المُؤَثَّرِ فيهِ ( بفتح الثاءِ ) مَعَ المُؤثِّرِ سُبحانه وتعَالى .

وفي الحَضرةِ العِيسَوِيَّةِ وَقفَ الإنسانُ مَعَ أثَرِ المُؤَثِّرِ فيهِ ( بِكَسرِ الثاءِ ) مَعَ المُؤثِّرِ سُبحانه وتعَالى .

وَلِهذَا وقفَ النَّصارَى عندَ شُهودِ الظاهرِ، فَشَاهدَتِ القُدرةَ تَظهرُ مِنَ الحَضرةِ الجِبريلِيةِ فَنَسبَتِ التَّأثِيرَ لَها مَعَ إثبَاتِ المُؤثِّرِ سُبحانه وتعَالى، وشَاهدُوا ظَاهرَاً عِيسى عليهِ السَّلامُ مُؤثِّرَاً في الأبرَصِ والأكمَهِ والمَوتَى، فَأثبَتُوا الأقَانِيمَ الثلاثَةَ .

وَعَلِمنَا نَحنُ في عَقيدَتِنا الإسلامِيَّةِ أنَّ الحَضرةَ الجِبريلِيَّةَ والسَّيدَ المَسيحَ عليهِ السَّلامُ إنَّمَا هُما حَامِلانِ مُؤثَّرٌ فِيهِما، والمُؤثِّرُ الحَقُّ هوَ اللهُ تعَالى وَحدَه، والذِي رَسَّخَ هذَا الاعتِقادَ تَجِدُه في الحَضرةِ التالِيةِ المُكَمِّلَةِ لِكُلِّ حَضرةٍ سَبَقتهَا، وهيَ الحَضرةُ المُحمَّدِيَّةُ .

 

 


( من كتاب علم الإنتربُولوجيَا للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى