أداب المريد مع نفسه
أن يلتزم الأدب في نفسه ، ويتعلمه من شيوخه، يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى : ( كانت أمي تعممني ، وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه ) ، وقيل أيضًا : ( كاد الأدب يكون ثلثي العلم ) ، ويقول أبو زكريا العنبري : ( علم بلا أدب كنار بلا حطب ، وأدب بلا علم كجسد بلا روح ) .
وعلى المريد أن يجتهد في تحصيل العلم ويصبر عليه ، فقد قال يحيى بن أبي كثير : ( لا يُستطاع العلم براحة الجسم ) ، ولا يمنّي نفسه ويسوف في الطلب ويؤجل الطلب إلى وقت الفراغ ، فإن لكل وقت شغلًا ، ولكل زمان عذرًا ، وأن يطلب المزيد من العلم ، ولا يقنع بما يتحصل له منه ، وليكن شعاره { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } .
أن يتدرج في طلب العلم ، لأن التدرج سنة عامة في التعلم وفي غيره ، وإن من طلب العلم جملة فاته جملة ، تأديته لزكاة العلم بتبليغه للآخرين .
و ينبغي على طالب العلم أن يهتم باختيار الصاحب .
احرص على اتخاذ صاحب صالح في حاله ، كثير الاشتغال بالعلم، جيد الطبع ، يعينك على تحصيل مقاصدك ، ويساعدك على تكميل فوائدك ، وينشطك على زيادة طلب العلم .
( بقلم : أوس العبيدي ) .