قاعدة رقائق عشق – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

قَاعِدَةُ رَقَائِقِ عِشقٍ مُضِيئَةٍ فِي رُوحٍ بَرِيئَةٍ

 

7- قَاعِدَةُ رَقَائِقِ عِشقٍ مُضِيئَةٍ فِي رُوحٍ بَرِيئَةٍ :

– الحُبُّ فِي الأروَاحِ مِصبَاحٌ

مَطلُوبٌ لِإنَارَتِهَا ..

وَمَحبُوبٌ لِبَارِئِهَا ..

فَبِنُورِهِ تَشهَدُ الأروَاحُ ..

إشرَاقَ تَنَفُّسِ الإصبَاحِ ..

لِيُعلِنَ سِرَّ المَحبُوبِ بِسِرٍّ سَرِيرٍ بِلَا إفصَاحِ  .

 

– تُرجمانُ حُبِّ :

لا ينيرُ الروحَ مثلَ الحُبِّ ..

فإنَّ للحُبِّ سطوةً .. ما إنْ يَطأ الروحَ إلا و ذاتُها تنيرُ كأجملِ مصباحٍ كونيٍّ

فبالحُبِّ تتألقُ الأرواحُ ..

وتَستضيئُ الأرواحُ بنفحاتِ التجلي ..

و بنورِ الحُبِّ تشهدُ أسرارَ تجلياتِ الأسماءِ

وهذا ما تعطيهِ حقيقةُ رقيقةِ ( وَالصُّبْحُ إذَا تَنَفَّسَ )

فقدَ جاءَ قبلَ الصبحِ ليلٌ .. ستَرَ كلَّ ظهوراتِ التجلياتِ .. فبَطنتْ في غيبِها ..

فوجبَ على الأرواحِ أن تتهجدَ لربِّها ..

وتقومَ بصَحوٍ في كلِّ ليلِها ..

لعلَّها تنالُ من تجلياتِ الغيوبِ المخصوصةِ بأهلِ الحُبِّ ..

ألا ترى الحبيبَ تعالى قالَ : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) ..

والمقامُ المحمودُ هنا عن قيامِ حُبٍّ أقامَ الروحَ في غياهبِ ليلٍ لتغترفَ من أسرارِ المحبوبِ في غيبِهِ .
وتعلمُ الأرواحُ بنورِ ذلكَ الحُبِّ أنَّها عاجزةٌ عن الغيبِ ولكنَّها بذاتِ نورِ الحُبِّ تدركُ أنَّ الربَّ يرزقُ مَن يشاءُ مِن ذلكَ الغيبِ ..

وأنَّهُ إذا تجلَّى باسمِهِ الباعثِ الربِّ على تلكَ التهجداتِ فقد مَنحَ المحبَّ المتهجدَ مقاماً محموداً في الحُبِّ
وفي نهايةِ رحلةِ الليلِ في غيبِ تهجداتِ العبدِ بروحِ الباعثِ الربِّ ..

تشرقُ أنوارُ الحُبِّ فتتنفسُ صُبحاً ..

والصبحُ إذا تنفَّسَ .. ظَهرَ مع كلِّ نَفَسٍ تجلٍّ لاسمٍ من أسماءِ الربِّ .. فما إنْ يسترسلِ الصبحُ بالتنفُّسِ حتى ونرى ملايينَ التجلياتِ قد ظهرَتْ من غيبٍ كانت فيهِ قبلَ الصبحِ ..

فصاغَتْ ظهورَ النهارِ .. وسُمِّيَتْ مجاميعُ تلكَ التنفساتِ بـِ ( النهار )

فـَنُونُ النهارِ فيها جمْعُ ما يتجلَّى على القلمِ وما يسطرُ ..
وهاءُ النهارِ تجلي هويَّتِهِ بكلِّ الأسماءِ من ذلكَ الجمْعِ على ذلكَ الجمْعِ
و الراءُ في كلمةِ ( نهار ) .. تفيدُ التكرارَ .. فهيَ لِتتابُعِ تجليهِ جلَّ وعلا بالنُّونِ والهاءِ والألفِ إلى أجلٍ مُسمَّى يُعلَنُ فيه عودةُ الظهورِ إلى البطونِ عندِ المغربِ الحنونِ لِيعيشَ روحُ المحبِّ حقائقَ رقائقَ ( عالمَ الغَيْبِ ) بعدَ أنْ عاشَ حقائقَ رقائقَ ( عالمَ الشهادةِ )
فالحُبُّ في الأرواحِ يمنحُها أسرارَ تنفُّسِ الإصباحِ ..
فإذا عاشَ روحُ المحبِّ بحُبِّ الحقِّ تَنَفُّسَ الصبحُ ..
عاينَ تجلياتِ الحقِّ في عالَمِ الربحِ
وها أنذا أبوحُ لكم بمعارفِ الصبحِ إذا تنفَّسَ من حقائقِ رقائقِ ( وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ) .
فإنَّ للحُبِّ في صبحِ الأرواحِ إسفاراً  يُظهِرُ معايناتِ المقامِ المحمودِ الذي يُوهَبُ للعبدِ المُحبِّ.
وهنا يكونُ وضوحُ السرِّ للمُحبِّ بلا أيِّ حجابٍ عن المحبوبِ .

 


( من الرسالة الأولى في بسط قواعد العشق للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى