علم الرياضة الروحية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

عِلْمُ الرِّيَاضَةِ الرُّوحِيَّةِ

 

 عِلْمُ الرِّيَاضَةِ الرُّوحِيَّةِ عِلمٌ لَهُ طُقُوسٌ كَثِيْرَةٌ وَرِيَاضَاتٌ رُوحِيَّةٌ مُتَعَدِّدَةُ الثَّمَرَاتِ ، وَمُتَنَوِّعَةِ الْقَوَاعِدِ ، وَمَا يَتَدَاوَلُونَهُ فِي الْكُتُبِ مِنَ الْجُوعِ وَالسَّهَرِ وَالصَّمْتِ وَالْعُزْلَةِ إنَّمَا هُوَ أدَوَاتٌ لِلرِّيَاضَةِ الرُّوحِيَّةِ وَلَيْسَتْ هِيَ بِذَاتِهَا الرِّيَاضَةُ الرُّوحِيَّةُ ؛ بَلِ الرِّيَاضَةُ الرُّوحِيَّةُ لَا تَكُونُ إلَّا بِالرُّوحِ وَعَوَالِمِهَا .

فَمَثَلاً : هُنَاكَ الْعَدِيْدُ مِنَ الرِّيَاضَاتِ الرُّوحِيَّةِ عِنْدَ الْبَشَرِ لِتَسْخِيْرِ الْجِنِّ ، وَمِنْ أدَوَاتِ هَذِهِ الرِّيَاضَاتِ أنْ يَصُومَ الْمَرْءُ عَنْ كُلِّ مَا هُوَ حَيَوَانٌ وَمَا يَخْرُجُ مِنْ حَيَوَانٍ وَهَذِهِ الْأدَاةُ فَقَطْ فِي رِيَاضَاتِ تَسْخِيْرِ الْجَانِّ ، وَطَبْعَاً هُنَاك أدَوَاتٌ أُخْرَى فِي هَذِهِ الرِّيَاضَاتِ .

أمَّا فِيْ الرِّيَاضَاتِ الرُّوحِيَّةِ الَّتِي يُقْصَدُ بِهَا التَّوَاصُلُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ فَلَا يُشْتَرَطُ فِيْهَا أدَوَاتُ الطَّعَامِ وَمَا شَابَهَ فَيُمْكِنُ لِلْعَبْدِ أنْ يَأكُلَ مَا يَشَاءُ فِيْهَا بِشَرْطِ الْاعْتِدَالِ .

وَكَذَلِكَ الرِّيَاضَاتُ الرُّوحِيَّةُ الْفَلَكِيَّةُ الَّتِيْ يُقْصَدُ مِنْهَا التَّوَاصُلُ مَعَ رُوحِ الْكَوَاكِبِ وَالْمَجَرَّاتِ .

أمَّا الرِّيَاضَاتُ الرُّوحِيَّةُ الْعَرْفَانِيَّةُ مِثْلَ رِيَاضَاتِ الْآيَاتِ وَالسُّوَرِ وَالأسْمَاءِ الْحُسْنَى فَهَذِهِ أدَوَاتُهَا التَّشَرُّعُ الصَّحِيْحُ بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ تَعَالَى ، وَتَهْذِيْبُ النَّفْسِ وَتَروِيْضُهَا وَتَعْوِيْدُهَا عَلَى الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ وَإصْلَاحُهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنَ لِتَصِيْرَ طَيِّعَةً وَتَسْتسْلِمَ بِرِضَى لِلَّهِ تَعَالَى فَتَفْنَى عَنْ نَفْسِهَا لِيَبْقَى الْعَبْدُ بِرَبِّهِ .

أمَّا الرِّيَاضَاتُ الرُّوحِيَّةُ الْخَاصَّةُ بِالْعَارِفِيْنَ بِاللهِ تَعَالَى فَهِيَ رِيَاضَاتٌ رُوحِيَّةٌ خَاصَّةٌ بِالسُّلُوكِ إلَى اللهِ تَعَالَى تُسَاعِدُهُمْ عَلَى رَفْعِ الْحُجُبِ عَنْ ذَوَاتِهِمْ لِلْوُصُولِ إلَى رَبِّهِمْ .

فَيَا وَلِيِّي فِي اللهِ تَعَالَى انْتَبِهْ مِنْ أنْ تَخْتَلِطَ عَلَيْكَ الرِّيَاضَاتُ الرُّوحِيَّةُ ، فَإنَّ لِأهْلِ اللهِ تَعَالَى مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ .

 


( من كتاب علم الحقائق البرزخية بين الحضرتين الموسوية والخضرية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى