عِلاجٌ واحِدٌ أكيدٌ لإزَالَةِ كُلِّ المُعَانَاةِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

عِلاجٌ واحِدٌ أكيدٌ لإزَالَةِ كُلِّ المُعَانَاةِ في مَشَاكِلِ الحَيَاةِ

إنَّ العِلاجَ الحَقِيقيَّ الذِي تَجِدُه بَعدَ رِحلةِ إطلَاقِكَ عَنْ قَيدِكَ في بَحرِ الكَيَانِ التَّفَكُّرِيِّ هوَ العِلاجُ الذاتِيُّ لِلهُوِيَّةِ، فإنَّكَ مَهما بَحثتَ فإنَّكَ تَجِدُ الهُوِيَّةَ قَد اكتَنَفَتِ المُقيَّدَاتِ، وكُلُّ بُحورِ الوَعي فيها مَهما كانَت شَوَاهِدُها، لَا تَستطِيعُ إلَّا أنْ تُدرِكَ حَقيقةً وَاحِدةً أنَّ كُلَّ شَيءٍ فِيكَ إنَّمَا هوَ مِنْ إمدَادِ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ. فَمَا ثَمَّ غَيرٌ يَمُدُّ، وبالتالي لا تَستطيعُ إلَّا أنْ تًصمُدَ إلى هذِه الهُوِيَّةِ لِتَستمِدَّ مِنها عِلاجَاتِ وَاقِعكَ الحَياتِيِّ .. وعَليه فإنَّكَ أمَامَ حَقِيقةٍ سَهلةِ التَّعامُلِ عَاليَةِ السُّموِّ رَفيعَةِ الكَيَانِ ذَاتيَّةِ الهِبَةِ كَريمَةِ العَطاءِ رَاقِيةِ التَّعامُلِ دَرَّاكَةٍ لِلكُلِّ فَعَّالَةٍ بِلَا عَجزٍ؛ وهيَ أنَّ في كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ كُلَّ عِلاجَاتِ الحَياةِ .

والأجمَلُ في الشُّهودِ أنَّكَ تَجِدُ كُنْهَ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ كَريماً جِداً في وَهبِكَ كُلَّ مَا تَحتاجُه، وليسَ عَليكَ إلَّا أنْ تَطلُبَ مِنه فَلَا تَصمُدَ بِقلبِكَ الوَاعِي إلى غَيرِه .

لَعلَّه هنا يَكونُ سِرُّ الأسرارِ في عِلاجَاتِ حَياتِنا الدُّنيويَّةِ على اختِلافَاتِها، وهوَأنْ نَصمُدَ لأحدِيَّةِ الهُوِيَّةِ فإذا بِكُلِّ الحُلولِ بَينَ يَدَي وَعيكَ المُشاهِدِ على الحَقيقةِ إطلاقَ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ، لكونِه المَصدَرُ الحَقُّ الوَاحدُ الأزَلِيُّ الأبدِيُّ، والمُنتَهَى الأوحَدُ لِكُلِّ المُقيَّدَاتِ المُقدَّرةِ التِي وَهبَها تَوَهجُ حَياةِ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ وجودَاتِها في ذَاتِهِ .

 


( من كتاب الهوية للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .


 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى