قاعدة رقائق عشق مانح – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

قَاعِدَةُ رَقَائِقِ عِشقٍ مَانِحٍ لِمَطَالِبِ وَطَرٍ جَامِحٍ 

74 – قَاعِدَةُ رَقَائِقِ عِشقٍ مَانِحٍ لِمَطَالِبِ وَطَرٍ جَامِحٍ :

– عِندَمَا يَلتَهِبُ عَالَمُ العُشَّاقِ طَلَبَاً لِلشُّهُودِ ..

فَإنَّ لِلحَقِّ رَحمَةً فِيهِمْ ..

فَيُعطِيهِم وَطَرَهُمْ ..

فَيَنزِلُونَ فِي مَقَامِ الوَطَرِ .. وَهُوَ مَقَامُ القُربِ ..

فَفِي هَذَا المَقَامِ .. يُهَدِّئُ اللهُ غَليَانَ هَؤلَاءِ العَاشِقِينَ ..

بِأنْ يُعطِيَهُمْ وَيُكرِمَهُمْ ..

فَالقَاعِدَةُ هُنَا أن تَستَوفِيَ الرُّوحُ حَظَّهَا مِنْ رُوحِ المُشَاهَدَةِ ..

فَيُحَصِّلُونَ بِذَلِكَ شَيئاً مِنَ الرَّاحَةِ فِي لَوَاعِجِ حَقَائِقِهِم بِمَا يَشهَدُونَهُ ويَتَنَعَّمُونَ فِيهِ فِي مَقَامِ القُربِ ..

بَعدَ قَضَاءِ الوَطَرِ فِي عَينِ القُربِ ..

يَستَحلِي العَاشِقُ تِلكَ التَّجَلِّيَاتِ ويستَمِرُّ عَلَيها ..

فَيَستَوطِنُ تَحتَ تِلكَ التَّجَلِّيَاتِ ..

فَتُصبحُ رُوحُ المُشَاهدَةِ بِمَا يَستَوفُونَ مِنهَا حُظُوظَ الرُّوحِ وَطَنَاً لَهُمْ ..

لَا يَتَزَلزَلُونَ بِالخَطَرَاتِ فَتُخرِجُهُمْ عَمَّا هُمْ فِيهِ ..

ولَا يَحتَجِبُونَ بِالعَوَارِضِ عَن مُطَارَحَةِ الجَمَالِ ..

فَهُمْ فِي مُتعَةِ الحُضُورِ بَعدَ أن تَعَشَّقُوهُ بِاليَقِينِ ..

فَفِي الحُضُورِ تَوَطُّنَاتٌ ..

وَفِي اليَقِينِ خَطَرَاتٌ ..

وَبِذَا يَعلَمُونَ أنَّ الحُضُورَ أفضَلُ مِنَ اليَقِينِ ..

فَوَطَنُ الأجسَادِ أرضُهَا ..

وَوَطَنُ القُلُوبِ الحُضُورُ مَعَ رَبِّهَا ..

فَالذَّاتُ وَطَنُ الأوصَافِ ..

وَالأوصَافُ وَطَنُ الأفعَالِ ..

وَالأفعَالُ وَطَنٌ لِأروَاحِ العَاشِقِينَ ..

يَشهَدُونَ شُؤونَ مَعشُوقِهِمْ ..

لَابُدَّ بَعدَ الوَطَنِ مِن نُزُولِ مَقَامِ المَكَانَةِ ..

وَالَّتِي مِن شَرطِهَا حُصُولُ العَاشِقِ عَلَى رُتبَةِ التَّمَكُّنِ ..

حَيثُ يَكسُوهُ اللهُ بِأنوَارِ البَهَاءِ .. وَعَلَامَتُهُم .. وِجدَانُ القَبُولِ .

( من كتاب قواعد العشق الهانيبالي الكمالي للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .