قاعدة رقائق ( هو ولا شيئ معه ) – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

قَاعِدَةُ حَقَائِقِ رَقَائِقِ ( هُوَ وَلَا شَيْئَ مَعَهُ )

 

10- قَاعِدَةُ حَقَائِقِ رَقَائِقِ ( هُوَ وَلَا شَيْئَ مَعَهُ ) :

 – الحُبُّ سُلطَانٌ مُتَحَكِّمٌ ..

لَا يُوصِلُ إلَى الحَبِيبِ نَفَسَاً  ..

وَلَا رُوحَاً فِيهَا رُوحٌ  ..

وَلَا قَلبَاً فِيهِ قَلبٌ  ..

وَلَا حُباً فِيهِ حُبٌّ  ..

فَهُوَ يَشتَرِطُ المَحبُوبَ عَلَى الانفِرَادِ فِي كُلِّ حَضرَةٍ  .

 

– تُرجمانُ حُبٍّ :

الحُبُّ الإلهيُّ سلطانُ السلاطينِ الوجوديةِ .

فلسلطانِ الحُبِّ الإلهيِّ تقريبُ مَن أرادَ أو إبعادُ مَن يشاءُ .

ولسلطانِ الحُبِّ الإلهيِّ الحُكْمُ وإليهِ تُرجَعون  فيَبتُّ الأحكامَ في أمرِكم ..

فمِنكم مُحبٌّ عاشَ نارَعشقِهِ لهُ في دُنياه ؛ فيَحكمُ عليهِ الحُبُّ الإلهيُّ في آخرتِهِ إلى الجنةِ ليستريحَ مع محبوبِهِ فيها .

ومنكم مُحبٌّ عاشَ جنةَ عشقِهِ لدنياهُ في دنياهُ ؛ فيَحكمُ عليهِ الحُبُّ الإلهيُّ في آخرتِهِ إلى النار لِيُعاينَ سطوةَ جلالِ سلطانِ الحُبِّ على مَن يغضبُ عليهِ فيها .

لذا  فقد تعيَّنَتْ في القواعدِ سلطةُ الحُبِّ الإلهيِّ على الانفرادِ في كلِّ حضرةٍ .

فلا يُقرِّبُ سلطانُ الحُبِّ إلى المحبوبِ  نَفْساً ما زالت تعيشُ أوصافَها النفسيةَ ولم تفنَ بالكليَّةِ لتبقى بمحبوبِها ربِّ البريَّةِ .

ولا يُقرِّبُ سلطانُ الحُبِّ إلى المحبوبِ روحاً ما زالت تعيشُ أوصافَها الروحيةَ  ولم تفنَ بالكليَّةِ لتبقى بمحبوبِها ربِّ أرواحِ البريَّةِ .

ولا يُقرِّبُ سلطانُ الحُبِّ إلى المحبوبِ قلباً ما زالَ يعيشُ أوصافَ قلبانيَّتِهِ فهو يتقلبُ في تجلياتٍ يَبعدُ بها عن ثباتِ ودِّهِ للحقِّ  ولم يفنَ بالكليَّةِ عن تقلباتِ السِّوى ليبقى بمحبوبِهِ ربِّ قلوبِ البريَّةِ .

ولا يُقرِّبُ سلطانُ الحُبِّ إلى المحبوبِ مُحباً تحقَّقَ بالحُبِّ وتخلَّقَ بهِ حتى حُجِبَ بهِ عن المحبوبِ  فهو يعيشُ أوصافَ حبِّهِ ولايعيشُ ذاتيةَ محبوبِهِ ،  فهو يتقلَّبُ في مراتبِ  ومقاماتِ الحُبِّ  ولم يفنَ بالكليَّةِ عن المقامِ بشهودِ القائمِ بالمقامِ ليبقى بمحبوبِهِ قيُّومِ المقاماتِ ربِّ قياماتِ  البريَّةِ .

أحبابي في اللهِ تعالى  مازالَ في الجعبةِ الكثيرُ من الحُبِّ للمحبوبِ وكلامِ علومِ الحُبِّ الإلهيِّ في قواعدِ الحُبِّ إلا أننا هنا نتوقفُ  لنستريحَ في ختامِ هذا المستوى الأوَّلِ  لأعودَ إليكم إنْ شاءَ اللهُ تعالى في بحورِ المستوى الثاني إن شاءَ اللهُ تعالى .

 


( من الرسالة الأولى في بسط قواعد العشق للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى