الوضوح الروحي هو من أكبر شعائر الصدق – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الوُضوحُ الرُّوحيُّ هوَ من أكبرِ شعائرِ الصدقِ

عندما تكونُ للإنسانِ رؤيةً في حياتِه ويعي ما يريدُ الوصولَ إليه .. يجبُ أن يكونَ في بدايةٍ صادقةٍ مع نفسِهِ فينعكسُ روحُ الصدقِ في التعاملِ مع الآخرين .

وعندما يعلمُ أنَّ مَن صَدَقَ اللهَ صَدَقَهُ اللهُ تعالى .. فهذا من أعظمِ وجوهِ الوُضوحِ الرُّوحيِّ وذلكَ عندما نوضحُ لأنفسِنا عن عميقِ إرادتِنا لهذا الوُضوحِ الرُّوحيِّ  فننطلقُ في التعاملِ مع الآخرينَ حيثُ سيتجلَّى الصدقُ لزاماً وذلك لأنَّه انعكاسٌ لصدقٍ رُوحيٍّ في داخلِنا فلا نستطيعُ إلَّا أن نكونَ صادقين .

الوُضوحُ الرُّوحيُّ هو من أكبرِ شعائرِ الصدقِ .. لأنَّ الوُضوحَ الرُّوحيَّ كالشمسِ التي تبثُّ ضوءَها فيحدثُ البيانُ وتكونُ الحقيقةُ ساطعةً فلا نرى ظلاماً أو عتمةً في علاقاتِنا ، وهذا النورُ ينعكسُ على الحياةِ فتصبحُ أكثرَ إشراقاً .

إنَّ من أفضلِ الصفاتِ في العلاقةِ التي تبني حياةً راقيةً هو التحققُّ بروحِ الصدقِ .
رُبَّ كلمةٍ صادقةٍ  تنجو بقومٍ من مأزقٍ ..

ورُبَّ كلمةٍ صادقةٍ من شخصٍ وضيعٍ  تجعلهُ عزيزاً..

ورُبَّ كلمةِ كذبٍ من شخصٍ ذي مقامٍ مرموقٍ ومنصبٍ محترمٍ تُسقطه من أعينِ الناسِ ..

فإذا وضعنا السيئاتِ في كفةِ ميزانٍ ؛ والكذبَ في كفةٍ أُخرى لَوَجدنا أنَّ كفَّةَ الكذبِ راجحةٌ وضررُها أكثرُ .

فالكذبُ يُعتبرُ الأساسُ الذي يرتكزُ عليه فسادُ الحياةِ الصحيحةِ الراقيةِ ؛ والمسؤولُ الرئيسيُّ عن فسادِها لأنه يخالفُ عقيدةَ إنسانيِتنا وشريعتِنا .

إنَّ رُوحَ الصدقِ هي أساسُ وقانونُ جميعِ الفضائلِ الإنسانيةِ ، وإذا انعدمَتْ روحُ الصدقِ يستحيلُ النجاحُ والترقي لأيِّ إنسانٍ .

ولنجاحِ الحياةِ الراقيةِ الواضحةِ يجبُ مصادقةُ القولِ مع الفعلِ على أرضِ الواقعِ كَمَا قالَ اللهُ تعالى : { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {3} سورة الصف .

فلا داعي للكلامِ الكثيرِ اللبقِ الذي لا تستطيعُ أن تُنشئَ منه شيئاً ..

عليكَ بالنجاحِ بما أنتَ عليهِ من مهاراتِكَ وقدراتِكَ ودراساتِكَ .. لا أكثر ..
تحدَّثْ بما بين يديكَ حتى لا تصلَ إلى مكانٍ تضطرُّ فيه إلى المراوغةِ أو الكذبِ لكي تمحوَ علاماِت فشلٍ معينةٍ تدلُّ على ما وصلتَ إليه ..

أقولُ : السرُّ الوحيدُ لنجاحِ الحياةِ بصدقٍ هو مطابقة القولِ مع الفعلِ وبالإمكانياتِ التي لديكَ ..
لا داعيَ لِأن تُكثرَ من المظاهرِ التي لا تَعني لإمكانياتكَ شيئاً ..

إن كنتَ تحبُّ التطورَ فهناكَ سُلَّمٌ تعليميٌّ تصعدُ على عتباتِهِ لترتقيَ بما تطمحُ وتحققُ نجاحَ حياتكَ بكلِّ صدقٍ ..
أمَّا أن تبقى في مكانِكَ تراوحُ وتتقمَّصُ ما ليسَ لكَ فهذا خطأ يؤذي الحياةَ ورُقيَّها وتطورَها ..

ولعلَّ الواجبَ عليكَ لدعمِ سرِّ تفوقِ الحياةِ وصناعةِ غدٍ مشرقِ هو أن تظنَّ باللهِ خيراً وتصبحَ سريرتُكَ النجاحَ حقاً حقاً .

ونِعمَ الإنسانُ الصادقُ الصدوقُ ..
فلابدَّ إذاً منَ الوُضوحِ الرُّوحيِّ المتوهِّجِ عن روحِ الصدقِ مع أنفسنا .. ومعَ اللهِ عزَّ وجلَّ .

 


( من كتاب‏‏ السر الروحي للحياة المتفوقة للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى