يسألونك عن الروح – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

 يسألونك عن الروح

هو الله لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم تنزه عن الحلول والاتحاد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير السبوح القدوس رب الملائكة والروح رب العالمين صورا وأرواحا أجساما وأجسادا واحد احد فرد صمد تصمد إليه الأرواح تستمد من صمد يته احتياجاتها كمخلوقات فهي من أمره الرباني وبعد :

خطة البحث
1- المقدمة :

هذا مؤلف في أدلة علوم الروح في القرآن الكريم والسنة الشريفة وضعته لهذا الجيل الشاب في هذا الزمن الذي كثر فيه الإنكار على وجود هذه العلوم، فإن الغزو الثقافي والحرب العلمية التي أعلنت على الفكر الإسلامي وعلوم الإسلام رسخت في عقول أهل هذا الكوكب الأرضي فكرة عدم معرفتنا بالروح وعلومها، بل حتى إن الحديث بعلوم الروح بات من الافتراء على الأديان في بعض المجتمعات .
كل ذلك لبتر الروح وعلومها وإبعادها عن الإنسان المسلم مما يساعد قوى الغزو الثقافي والفكري الظالمة استعباده المسلم و تهميشه، فالإنسان المغيب عن روحه لا يستطيع أن يصنع حضارة
ولذلك كان لابد لي أن أقدم واجبي الديني في هذا المجال من كوني تخصصت في العلوم الروحية وما ورائيات العلوم القرآنية لتقديم هذا البحث المتواضع، عن أدلة الروح وعلومها في القرآن الكريم والسنة الشريفة، مما يلفت النظر إلى وجودها واتساع آفاقها فإن الكثير من الشباب المسلم – حسب إحصائية أجريتها على موقع هيئة مجمع العائلة العلمية العالمية – :
1- يعتقد أنه لا أحد يعلم شيء عن الروح .
2- وأنها من الأشياء الغيبية .
3- وأن الحديث فيها محرم .
4- وان الله تعالى لم يعطي علمها لأحد .

وهذه المعتقدات الأربعة ليست من الدين الإسلامي في شيء وهي باطل رسخه الغزو الفكري والثقافي في شبابنا المسلم لأهداف غزوهم الواضح خبثها .


وإليكم :
الفصل الثاني : الأدلة في القرآن الكريم
المبحث الخامس : عشر أدلة 

قوله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء85
روى عبد الغنى بن سعيد حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ)
وذلك أن قريشا اجتمعت فقال بعضهم لبعض والله ما كان محمد يكذب ولقد نشأ فينا بالصدق والأمانة فأرسلوا جماعة إلى اليهود فاسألوهم عنه وكانوا مستبشرين به ويكثرون ذكره ويدعون نبوته ويرجون نصرته موقنين بأنه سيهاجر إليهم ويكونون له أنصارا فسألوهم عنه
فقالت لهم اليهود سلوه عن ثلاث سلوه عن الروح وذلك أنه ليس في التوراة قصته ولا تفسيره إلا ذكر اسم الروح فأنزل الله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء85
يريد من خلق ربى عز وجل وفيه عشر أدلة هي  :
1- أن الروح مخلوقة .
2- بما أنها مخلوقة فلا مانع من دراستها كباقي المخلوقات . فإنه لا يوجد في الشريعة ما يحرم أو يحظر تعلم العلم عن أي مخلوق أو دراسته أو أقامة البحث العلمي في علومه  .
3- جواز السؤال عن الروح وعلومها وأنها من العلوم التي يسأل عنها وتطلب من منابعها  .
4- جواز الجواب عن أسئلة الروح لمن يعرف الجواب .
5- جواز طلب الجواب من الله تعالى عن سؤال في علوم الروح .
6- جواز التعريف عن علوم الروح لوجود فعل الأمر (
قُلِ) .

7- التعريف بأن الروح من عالم الأمر بالتحديد وليست من غير عوالم  .
8- أنها تابعة لاسمه الرب في قوله ( 
مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) فهي ليست من أمر اسم أخر كالملك والحكم …. الخ .
9- أن علوم الروح مما يعطى لإنسان ( 
وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ ) .
10- انه مهما بلغت علومنا الروحية من عظمة فهي قليلة بالنسبة لعلمها عند الله تعالى مما يشجع على المضي في البحث والمعرفة والدراسة .


(نقلا عن كتاب الفوح ببعض أدلة الروح للمفكر الإسلامي د. هانيبال يوسف حرب ).


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى