مِن وُسعِ لفظِ الجلالِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

مِن وُسعِ لفظِ الجلالِ

مثالٌ آخرُ أذكرُهُ لكم وهو كلمةُ لفظِ الجلالةِ { الله } :

أجمَعَ العلماءُ على أنَّ هذا اللفظَ هو الاسمُ المفرَدُ أي أنَّهُ اسمٌ واحدٌ ولكنهُ يُعبِّرُ عن كلِّ الأسماءِ والصفاتِ الذاتيَّةِ ، أي أنَّكم إذا أردْتُم أنْ تقولوا : ( الباسطَ ) فهوَ موجودٌ في لفظِ الجلالةِ { الله } فلفظُ الجلالةَ { الله } يُعبِّرُ عنهُ وينوبُ منابَهُ .

وكذلكَ الحالُ في اسمِ اللهِ ( القديرِ ) فإنَّ لفظَ الجلالةِ { الله } يُعبِّرُ عنهُ ويَنوبُ مَنابَهُ ، وكذلكَ أسماءُ اللهِ تعالى : المنتقمِ ، الجبَّارِ ، الكبيرِ ، المتعالِ .. فجميعُ هذهِ الأسماءِ مطويَّةٌ في لفظِ الجلالةِ { الله } ؛ فلفظُ الجلالةِ { الله } يُعبِّرُ عن كلِّ الأسماءِ ويَنوبُ مَنابَها .

إذا نظرْنا إلى هذهِ الحُروفِ الثلاثةِ ( ألف و لام و هاء ) في لفظِ الجلالةِ { الله } نجدُ أنَّها تحملُ في طيَّاتِها عالَماً كبيراً جداً بل عوالمَ وعوالمَ وعوالمَ ، وتسودُ الأسماءُ الحُسنى والصفاتُ الإلهيةُ العليا كلَّ هذه العوالمِ وتشكِّلُ بجمعِها الأحديِّ اللفظَ الواحدَ { الله } الذي هو ثلاثةُ حروفٍ ، ففي هذا الاسمِ من الجلالِ ما لا يَطيقُ أحدٌ أن يتصوَّرَهُ أو يتخيَّلَهُ أو حتى يُحصيهِ من شدةِ اتِّساعِهِ و وسعِهِ وبسطِهِ وعظمتِهِ وقوتِهِ .. إلى ما هنالكَ من الألفاظِ والشروحِ والتعبيراتِ .

إذاً نستطيعُ القولَ : إنَّ في بسملةِ الفاتحةِ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } والتي هي مِفتاحُ فاتحةِ الكتابِ ؛ وكذلكَ في سُورةِ الفاتحةِ جَمالياتِ وجلالياتِ الأسماءِ الحُسنى جميعِها .

وقد تتساءَلونَ : هل يوجدُ في الأسماءِ الحُسنى أسماءٌ جَماليةٌ وأسماءٌ جلاليةٌ ؟

أقولُ لكم :
نَعمْ هنالكَ أسماءُ جَمالٍ وأسماءُ جلالٍ ، وسأفرِدُ إن شاءَ اللهُ تعالى هذا النوعَ من العلومِ في البسملةِ وكيفَ أنَّ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } تمثِّلُ اسمَ اللهِ الواحدِ .


للمزيد … يمكنك تصفح / تحميل كتاب تفسير بنور الله تعالى – البسملة (الجزء الثاني) وذلك عبر الضغط على الصورة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى