مَسَائِلُ عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

مَسَائِلُ عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ

مَسَائِلُهُ كُلُّهَا فِي الإدْرَاكِ الْبَشَرِيِّ وَكَيْفَ تَعْمَلُ الْمُدْرِكَةُ الإنْسَانِيَّةُ مِنْ كَونِهَا حَاسَّةٌ بَاطِنَةٌ وَمَدَى تَفَاعُلِهَا مَعَ الرُّوحِ وَفَعَالِيَّةُ تِلكَ الإدْرَاكَاتِ وَحَرَكَتُها فِيْ الْحَيَاةِ المُعَاشَةِ بِمَا فِيْ ذَلِكَ آليَّات التَّطوِيرِ وَالتَّنمِيَةِ لِلإدرَاكِ وَالفَعَالِيَّةَ .

وَقُمْتُ بِإخْفَاءِ هَذَا الْعِلْمِ حَتَّى لَا يدَّعُونَهُ وَيَنْسِبُونَهُ إلَيْهِمْ ، فَحَاوَلُوا الْالْتِفَافَ عَلَيْهِ وَاسْتِبْدَالَهُ بِفِكْرِ الذَّكَاءِ الْعَاطِفِيِّ الَّذِي هُوَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ هَذَا الْعِلْمِ ، وَرُغْمَ أنَّهُمْ حَاوَلُوا تَرْوِيْجَهُ فِي العَالَمِ ، إلَّا أنَّ قَوَاعِدَ الذَّكَاءِ الْعَاطِفِيِّ الَّتِي كَانَتْ لَدَيْهِمْ كَانَتْ هَشَّةً وَلَا تَصْلُحُ لِأنْ تَصِيْرَ عِلْمَاً مُسْتَقِلَّاً ، فَقَدْ كَانَ يَنْقُصُهُمْ كِتَابِي هَذَا الَّذِي هُوَ أسَاسُ علِمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ ، وَهَا أنَا الْيَومَ أنْشُرُ هَذَا العِلْمَ بِهُوِّيَّتِهِ الْإسْلَامِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّورِيَّةِ الدِّمَشْقِيَّةِ وَبِاسْتِقْلَالٍ عَنْ كُلِّ مَدَارِسِهِم الَّتِي حَاوَلَتْ إدْراجَهُ فِي مَنْظُومَاتِهَا .

وَالَّذِي مَنَعَنِي مِنْ مُوَاكَبَتِهِمْ وَالانْخِرَاطِ مَعَهُمْ رُؤيَتِي لِمُحَاوَلَاتِهِم وَكَيْفَ أنَّهَا سَتَفْشَلُ فِي صِنَاعَةِ تَنْمِيَةٍ حَقِيْقِيَّةٍ فِي عَالَمِنَا الْعَرَبِيِّ لِأنَّ مَعْلُومَاتِ التَّنْمِيَةِ الَّتِي يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهَا فِي الذَّكَاءِ الْعَاطِفِيِّ وَمَا شَابَهَ لَمْ تَكُنْ عِلْمَاً حَقِيْقِيَّاً بلْ كَانَتْ أقْرَبَ إلَى الْوَصْفَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَالتَّحْلِيْلَاتِ الْاسْتِقْرَائِيَّةِ غَيرِ التَّامَّةِ لِذَلِكَ كَانَ مَحْكُومَاً عَلَيْهَا سَلَفَاً بِالْجُمُودِ ، مِمَّا دَفَعَنِي إلَى الانْتِظَارِ حَتَّى يَتَبَيَّنُوا فَشَلَهُمْ بِصِنَاعَةِ تَنْمِيَةٍ بَشَرِيَّةٍ ذَاتِيَّةٍ حَقِيْقِيَّةٍ فِي عَالَمِنَا الْعَرَبِيِّ ، فِي حِينْ أثْبَتَتْ عُلُومِي تَفَوُّقَهَا وَوَاقِعَهَا الْعَمَلِيَّ فِي صِنَاعَةِ تَنْمِيَةٍ بَشَرِيَّةٍ حَقِيْقِيَّةٍ عَلَى أرْضِ الْوَاقِعِ ، وَهَا أنَا ذَا أُضِيْفُ لَبِنَةً نَاجِحَةً إلَى تِلْكَ اللَّبِنَاتِ السَّابِقَةِ الَّتِي شَيَّدَتْهَا عُلُومِي .. اللَّبِنَةَ الَّتِي انْتَظَرَهَا الْكَثِيْرُونَ .. الَّتِي هِيَ عِلْمُ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ . ( من كتاب علم الذكاء الروحي ) .

وها هو علم الذكاء الروحي اليوم يصل إلى العالم  ..

وبدأ بالانتشار ..

وبدأ الناس يتعرفون على مسائله شيئاً فشيئاً ..

المدربون حول العالم إلى اليوم لم يدرِّبوا في علم الذكاء الروحي .. بل نقلوا ماقاله الفقي وبوزان  والبعض في قوة الذكاء الروحي وأهميته .. وليس في العلم نفسه ..

تكلموا عن وجوده .. وليس عن قواعده ..

فألَّفوا قوة الذكاء العاطفي .. وقوة الذكاء الاجتماعي .. وقوة الذكاء الكلامي ..

و كلها كانت تدور حول قواعد علم الذكاء الروحي  ولم يستطع أحد أن يعلنه .. حتى أذن لي الحق أن أُدوِّنه وأضع قواعده .

( كَانَتْ هُنَاكَ مُحَاوَلَاتٍ كَثِيْرَةٍ فِي أوَاخِرِ الْقَرْنِ المَاضِي وَبِدَايَةِ الْقَرْنِ الْحَالِيِّ لِلِالْتِفَافِ عَلَى عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ مَوضُوعُ مُؤَلَّفِي هَذَا ، لِمُحَاوَلَةِ صَهْرِهِ فِيْ تَيَّارِ العُلُومِ التَّنْمَوِيَّةِ الَّتِي كَانَ يُقَدِّمُهَا الْغَرْبُ ، إلَّا أنَّنِي أحْبَطْتُ الْكَثِيْرَ مِنَ الْمُحَاوَلَاتِ الَّتِي حَاوَلُوا إغْرَائِي فِيْهَا بِالْمَالِ لِجَعْلِ هَذَا الْعِلْمِ ضِمْنَ مَنَاهِجِهِم الَّتِي يُصَدِّرُونَهَا لِلْعَالَمِ العَرَبِيِّ وَلَكِنِّي حَافَظْتُ عَلَى هُوِّيَّةِ هَذَا الْعِلْمِ لِتَبْقَى إسْلَامِيَّةً عَرَبِيَّةً سُورِيَّةً دِمَشْقِيَّةً .. ) من كتاب علم الذكاء الروحي .

إذاً نحن أمام علم  هام جداً

علم حاول الكثير من المتخصصين الوصول إليه لممارسة برامجه الروحية العليا ..

فإنَّ صناعة الذكاء العقلي تحتاج إلى  قوة .. فكيف إذاً بالذكاء الروحي !

فهو علم يفيدنا في تربية الأجيال القادمة

وهو مفيد في كل شيء

ويفيد الكل ..

فالطبيب بذكاء روحي أفضل من طبيب بلا ذكاء روحي ..

العامل ، الفلاح ، الموظف ، الإنسان … مهما يكن

عندما يتمتع بالذكاء الروحي فهو أفضل بكثير ممن لايتمتع بهذا الذكاء .


( نقلاً عن كتاب تعلم معي علم الذكاء الروحي للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى