مِنْ حُجُبِ العِزّة
من حجب العزّة العِلْم والجَهل ، والبُعد والقُرب :
فعلى المعلومِ حجابٌ هو العِلْم ، وعلى المعلومِ حجابٌ هو الجَهل .
و حِجَاب العِلْم يَحجب العالِم باليقظة ، و حِجَاب الجَهل يَحجب الجاهل بالغفلة .
و العِلْم كلّ أجزاؤه العلوم ، والعلوم طُرُقٌ ، و للطُرُق مَسالِك ، ولكلّ مَسلكٍ بدايةٌ ونهايةٌ ، وللمَسالِك نهاياتٌ، ونهاياتُ المَسالِك مَخارجُ الطُرُق ، وعندَ تعدّد المَخارج بتعدّد الطُرُق يكون الاختلاف ، وفي الاختلاف متاهة ، والله عزّ وجلّ متفرّدٌ ، حَجَبَنا بحُجُب العِزّة ، والعلم والجهل من حُجُب العِزّة .
و حِجَاب العِلْم يوقف المَحجوب في مقامه، ومقام العلم أرض أينيّة، بلاطُها وقتيّة، و حِجَاب العِلْم سداه النّور ولحمته اليقظة .
و حِجَاب الجهل يوقف المَحجوب في مقامه ، و مقام الجهل أرضٌ لا مرئيّة بلاطُها الضياع ، و حِجَاب الجهل سداه الظلام ولحمته الغفلة .
( من كتاب النظرات التوحيدية في الوحدات الايمانية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .