عِلْمُ المَحَلَّاتِ
المُقدِّمةُ :
اِعلَمْ يَا وَلِيِّي في اللهِ أنَّ مِنَ العُلومِ مَا هوَ مِنْ عُلومِ التَّكلِيفِ ، ومِنها مَا هوَ مِنْ عُلومِ التَّشرِيفِ ، أمَّا العُلومُ التَّكلِيفِيَّةُ فَهيَ العُلومُ الشَّرعِيَّةُ التِي تُوصِلُنا لِلمَعرِفةِ الكَاملَةِ بِأوَامِرِ اللهِ سُبحانَه وتعَالى ونَوَاهِيَه ضِمنَ دَائِرةِ افعَلْ ولَا تَفعَلْ .
أمَّا العُلومُ التَّشرِيفِيَّةُ فَهيَ العُلومُ التِي يَرتَقِي بِها الإنسَانُ في مَعَارِجِ النُّورِ الإلَهِيِّ حَيثُ تَتَبَرَّجُ الحَقائِقُ وتَظهَرُ المَكنُونَاتُ ، وتَشِعُّ الأسرَارُ ويَتَنَوَّرُ هذَا الهَيكلُ البَشرِيُّ بِروحَانيَّةِ هذِه العُلومِ كمَا قالَ تعَالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المُجادلة11 .
فَعُلومُ التَّشرِيفِ رَافِعةٌ بِاسمِ الرَّافعِ لِلعَبدِ مِنْ حَضِيضِ النَّفسِ إلى سُمُوِ الرُّوحٍ ، وكُلُّ مَنْ حَقَّقَ المُعادَلةَ الثُنائِيَّةَ المَذكُورةَ في الآيَةِ الكَرِيمةِ السَّابقةِ فَقد دَخَلَ مِنْ بَابِ اسمِهِ الرَّافِعِ سُبحانه، واقتَبَسَ مِنْ أنوَارِ صِفتِهِ الرَّافِعةِ .
ورُكْنَا المُعادَلةِ هُمَا الإيمَانُ والعِلمُ، فَلَا ارتِقاءَ حَسْبَ الآيةِ السابقةِ إلَّا لِهَذينِ الرُّكنَينِ ، فَلَا الإيمانُ يَرفَعُ دُونَ العِلمِ ولَا العِلمُ يَرفعُ دُونَ الإيمَانِ مَعَ ثُبوتِ النَّفْعِ لِكُلٍّ مِنهما لِوَحدِهِ ؛ هذَا في النَّفْعِ أمَّا في الرَّفعِ فَلَا .
الدَّليلُ :
وَدَليلُ ذلكَ في الآيةِ الشرِيفةِ ( الواو ) التِي قبلَ لَفظَةِ الذِينَ ، حَيثُ أنَّ الوَاوَ تُفِيدُ مُطلَقَ الجَمعِ مَعَ المُغايَرَةِ ، فَغَايرَ العِلمُ الإيمانَ واجتَمعَا مُطلقاً لِرَفعِ العَبدِ وَوَصْلِهِ بأنوَارِ اسمِهِ الرَّافعِ جَلَّ وعَلَا .
فَلْتَعلَمْ يَا وَلِيِّي في اللهِ تعَالى أنَّ مِنْ هذِه العُلومِ التَّشرِيفيَّةِ عِلْمٌ جَميلٌ وجَليلٌ اسمُهُ عِلْمُ المَحَلَّاتِ في القُرآنِ الكرِيمِ نَدرُسُهُ مِنْ خٍلالِ العَناوِينِ التاليةِ :
1- تَعرِيفُ العِلمِ .
2- مَــحَـلُّ الإيـمـانِ .
3- مَحَلُّ الاسمِ مِنَ الجِسمِ .
4- مَحَلُّ الوَعيِّ .
5- مَحَلُّ الإِلْهَامِ وَمَحَلُّ الفُجُورِ وَمَحَلُّ التَّقْوَى .
6- مَحَلُّ الإحسَانِ .
7- مَحَلُّ مَنْفَذِ الإحسَانِ .
8- مَحَلُّ الكَبَائِرِ .
9- مَحَلُّ الذُّنُوبِ .
10- مَحَلُّ الآثَامِ .
11- مَحَلُّ الخَطَايَا و الأَوزَارِ .
12- مَحَلُّ العَقْلِ .
13- مَحَلُّ الإسلَامِ ومَحَلُّ الكُفرِ .
14- تَطهِيرُ المَحَلَّاتِ .
بِقَلمِ سَمَاحَةِ عَلَّامَةِ الدِّيَارِ الشَّامِيَّةِ
الشَّيخِ د.هَانِيبَال يُوسُف حَربٍ
( من كتاب علم المحلات للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
27 مايو، 2020
تعريف علم الإنتربولوجيا – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
1 أبريل، 2020
في بحورِ الجلالِ والجَمالِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
3 أبريل، 2020
مَسَائِلُ عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى