مقدمة رسالة صفة أهل البعد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الذي تفرد بكل أوصاف الكمال فرغب إليه العاشقين ، وصيرهم أقماراً إليه دائبين ، لا يستريحون إلا إليه ، ولا يكونون إلا بِه ، ولا يجتمعون إلا عليه ، ولا يفترقون إلا وهو معهم أينما كانوا ، مهما اضطربوا أو استكانوا ، لا إله إلا هو تنزه عن الحلول والإتحاد ، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه رسالة بسيطة في الكلمات عظيمة في المعاني من علوم أهل العرفان والضياء ، وقد سميتها (( رسالة صفة أهل البُعد )) لأنها تتكلم عن بعض جوانب هذا الوصف من علوم البُعد في القرآن الكريم ، هذه العلوم التي لم يفردها أحد إلى يومنا هذا بالتأليف بل تم ذكر كثير من نصوصها وقواعدها في تضاعيف الكتب وثنايا التفاسير ، فإن الناس اليوم تكاد لا تتقن العلوم الضرورية التي يجب عليها أن تتقنها ، فما بالك بعلوم تظنها أنها للرفاهية أو مجرد مكملات ثقافية .
( من رسالة صفة أهل البُعد للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
