محل الآثام – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

 مَحَلُّ الآثَامِ

 

أمَّا مَحَلُّ الإثمِ كَبيرِه وصَغيرِه ظاهِرِه وباطنِهِ إنَّمَا هو في عالَم القَولِ والكَلِمةِ ، يُولَدُ في جهازِ النطقِ البشري وتوابعِهِ عندَ المُلقِي لِلإثم ، ويَستقِرُّ في الجهاز السمعِي البشري ، ومَا يَتصِلُ به عندَ المُتلَقِي لِلإثم ، وعليه يكونُ مَحَلُّ الإثمِ على حَسَبِ مَوقِعِه بينَ مُلْقٍ ومُتَلَقٍّ .

قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } المائدة63

لَاحِظْ كيف أنَّ الإثم هُنا مَحَلُّه القولُ المُتوَلِّدُ عن جهاز النطق ومَا يَدعَمُه ، لأنَّه هنا إثمٌ مُلقَى .

 و قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } المجادلة 8 .

بسم الله الرحمن الرحيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } المجادلة 9 .

لَاحِظْ كيف أنَّ الإثم هُنا تَبَادليٌّ بين مُلقٍ ومُتَلَقٍّ ، بين قَائِلٍ مُناجٍ وسَامِعٍ مُناجَى .

  


( من كتاب‏‏ علم المحلات للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى