مباسطة الشيخ
يجب على المريد عدم كتمان أي شيء عن شيخه من الأمور التي تخص سلوكه وغيرها ، ولكن يجب الانتباه إلى عدم إهدار وقت الشيخ بأمور من التوافه التي لا قيمة لها .
وعلى هذا القسم سأل سائل وأجابه سماحة علامة الديار الشامية ، وأنقل السؤال والإجابة وأرجو من الله تعالى أن ينفعنا بها .
السؤال : إذا كان الشيخ مطلعا على مكنونات المريد وما يخفيه ، لماذا يجب على المريد عدم كتمان الاشياء عن شيخه ؟
الجواب : للشيخ كشفه الباطن الذي لايظهره إلا بأمر رباني ، ولكن على المريد مباسطة الشيخ ليكون للمريد تعلم وخبرة من الشيخ ليعلمه كيفية قراءة الحقيقة الواقعة في الحياة ، فإن المريد يفعل الأشياء ويراها بمنظوره ، والشيخ يكشف الأشياء على ما هي عليه .
وعند المباسطة يطابق الشيخ ما يراه المريد من وجهة نظره من كونه سالك ، مع مايراه الشيخ في كشفه ، فيظهر للمريد معايير التوهم والتحقق في الواقع . فكثيرون من يرون الواقع بعين حالهم في السلوك والحقيقة في الواقع تختلف .
ففي المباسطة مع الشيخ يتعلم المريد قراءة الواقع بعين الشيخ المكاشف بالحقيقة وهكذا مرارا وتكراراً يتعلم المريد السالك تلك الطريقة في النظر الى الحقيقة وتناولها بلا توهم . ولا دس شيطاني ، ولولا هذه المباسطة يبقى السالك على نظرته الظاهرة للواقع ولا تنتقل له الخبرة التي عند الشيخ .
ومن جهة ثانية فإنه من المهم للسلوك أن ترى مدى مطابقة رؤيتك للواقع من رؤية الشيخ الحقيقية للواقع ، وهذا لايتم الا بالمباسطة . فكشف الشيخ ليس فقط للمعرفة ، بل لتصحيح رؤية المريد للأشياء ، وأيضاً لتعليم السالك كيف يرى الواقع بلا توهم .
( بقلم : أوس العبيدي ) .