لخُلُق كُنْ أبعادٌ
قال المُجَدّدِيّ : فلتعلمْ يا وليّي في الله أنّ خُلُق كُنْ و إنْ كان خُلُقاً واحداً إلا أنّ هذا النوع مِنْ الأخْلَاق له أبعاده الخاصّة فيه ، فهو عالَمٌ قائمٌ حاملٌ للمَحمُول ، و لتوضيح الأمر أكثر أقول :
قلب الأمّ المُتصِف بالرحمة يرحم الطفل برحمةٍ واحدةٍ هي رحمة الأمومة ، و خُلُق كُنْ ليس كذلك لأنّ خُلُق كُنْ له وَجْهٌ إلى خُلُق النَفَسْ الرحماني ، و وَجْهٌ إلى خُلُق تجديد النواشئ الغيبيّة ، و وَجْهٌ إلى خُلُق الوجود بالحَقّ في مَحْق المَحْق ، و وجوهٌ إلى أخلاقٍ أخرى ليس هنا مكانها ، فمَنْ كان خُلُقه النَفَس الرحماني كان صاحب طَيٍّ أحديٍّ ، و مَنْ كان خُلُقه تجديديّ للنواشئ الغيبيّة كان صاحب نَقْلٍ كالذي عنده عِلْمٌ مِنَ الكتاب الذي كان في حَضْرة سيّدنا سليمان عليه السلام ، حيث كان عرش الملكة بلقيس رحمها الله تعالى عنده تجديداً غيبيّاً مِنْ نَفَس رحمانيّ – علماً أنّ خُلُق النَفَس الرحماني و خُلُق التجديد مِنْ عوالِم اسمه تعالى الرحمن – و كذا خُلُق كُنْ فله حظٌ في عوالِم اسمه تعالى الرحمن مِنْ وَجْهٍ ، و أسماء أخرى مِنْ وَجْهٍ آخر ، كـ ” كُنْ أباذرٍّ “ مِنْ سيدنا مُحَمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، و بهذا تَحصُل الفائدة في التّعريف عن جانبٍ مِنْ أبعاد خُلُق كُنْ ، و لعدم تقيّد كلّ معلومات هذا الخُلُق حكمةٌ جليلةٌ تعريفها له بحرُ المبْحَث القادم .
قال المَلِك العَبْد : سبحان الله !! خُلُق كُنْ خُلُق الوَاجِد ، في المبْحَث القادم للتقيد عَادِم ، فخاصيّته الإيجاد و حكمة عدم تقيّده عين الإمداد ، فلنِعْم الخُلُق في الإيجاد لا يُقيَد في الإمداد .
( من كتاب نبوغ المجددية في تطوير الأذواق العرفانية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
22 نوفمبر، 2016
قبض الروح – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
29 نوفمبر، 2016
الرتبة الروحية – مرتبة الأرواح – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
22 ديسمبر، 2016
هل يمكن لروح حية الظهور في حلم شخص آخر حي – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى