قَاعِدَةُ طِرْ عَنكَ .. فَإنْ لَمْ تَستَطِعْ فَطِرْ بِأجنِحَةٍ
6- قَاعِدَةُ طِرْ عَنكَ .. فَإنْ لَمْ تَستَطِعْ فَطِرْ بِأجنِحَةٍ :
– مَن يَسْتَفتِحِ البَابَ ..
يَطلُبُ لِقَاءَ الأحبَابِ بِالذِّكْرِ .. كَمَنْ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ ..
وَ مَن يَستَفتِحِ البَابَ .. بِالذِّكْرِ وَالحُبِّ مَعَاً .. فَهُوَ كَمَلَاكٍ يَطِيرُ بِسِتِّمَائَةِ جَنَاحٍ ..
وَمَنْ فَنِيَ عَنِ الحُبِّ بِالمَحبُوبِ كُفِيَ مَؤونَةَ الاستِفتَاحِ وَالذِّكْرِ ..
فَإذا هُوَ صَامِتٌ بَينَ يَدَي المَحبُوبِ .. لَا يَشهَدُ سِوَاهُ
فَنِيَ المُحِبُّ وَالحُبُّ ..
وَبَقِيَ وَجهُ المَحبُوبِ ..
لَهُ الحُكمُ فِي العَاشِقِينَ ..
وَبِالمَحبُوبِ هُمْ قَائِمُونَ .
– تُرجمانُ حُبٍّ :
عندما سَلَكْنا ووجَدْنا الكلَّ على أعتابِ بابِ المحبوبِ قاعدين .. انقبَضتِ اللطيفةُ الإنسانيةُ فهي تملُّ الانتظارَ .. فطلبَتْ ما هو أسرعُ فأسعَفَها الحقُّ بالفناءِ .
الفناءُ عنِ البابِ والأعتابِ ليبقى المحبُّ بالمحبوبِ ..
فعُلِمَ هنا معنى ( الصُّلَحةُ بِلَمحةٍ )
لذا قلنا : إنَّها قاعدةُ : طِرْ عنكَ .. فإنْ لم تستطعْ أن تعيشَ فناءَكَ عنكَ لتحيا بقاءَكَ بهِ فليسَ لكَ طريقٌ إلا أن تطيرَ بجناحَيك .. الذِّكْرُ والحُبُّ
فاجتهدْ بالذِّكْرِ حُبَّاً ..
واجتهدْ بالحُبِّ ذِكْرَاً ..
يغمرُكَ المحبوبُ فتصِلْ .. فتشهَدْ
فتصِلْ .. فتشهَدْ ..
فتصمتْ لوجِهِه .. فتَنعَمْ ..
فتسعَدْ .. فيَرضى ..
فتبقى ..
فتحيا على الحقيقةِ ..
فيكونُ ..
ولا أنتَ .. بهُوَ ..
فيُقالُ : طِرْتَ عنكَ ..
وأنتَ بلا عنكَ ..
وبلا طِرْتَ ..
رحمتَكَ ياربِّ .. لهذا العالَمِ العربيِّ ..
تَشَيطَنَ .. وظنَّ أنَّ كلَّ قِمَمِ العلومِ عندَ الغربِ .. وضَيَّع قمةَ قِمَمِ العلومِ ألا وهيَ الحُبُّ ..
ولا يعلمُ .. بل يَجهلُ عميقَ الجهلِ أنَّ المسلمَ بين يديكَ إذا أحبَّكَ كانَ هو الأعلى .. وهو الأسبقُ و الأعظمُ من كلِّ مَجْدٍ
لو أنَّ شعوبَ الشرقِ الأوسطِ آمنَتْ بعلومِ الحُبِّ الإلهيِّ كما آمنَتْ بعلومِ الغربِ .. لَكَفاها ذلكَ الإيمانُ أن تعيشَ وَسَطَ الحُبِّ .
( من الرسالة الأولى في بسط قواعد العشق للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .