قَاعِدَةُ رَقَائِقِ عِشقٍ حُسْنِيَّةٍ تُلَطِّفُ تَجَلِّيَاتٍ قَهرِيَّةً
77 – قَاعِدَةُ رَقَائِقِ عِشقٍ حُسْنِيَّةٍ تُلَطِّفُ تَجَلِّيَاتٍ قَهرِيَّةً :
– إنَّ مِن أجمَلِ مَا تُلَطِّفُ تَجَلِّيَاتِ القَهرِ ..
تلكَ التَّجَلِّيَاتُ الَّتِي يَتَجَلَّى بِهَا الحَقُّ لِهَؤلَاءِ العَاشِقِينَ مِنَ الحُسْنِ ..
فَإنَّ للهِ تَجَلَّيَاتِ حُسْنٍ بَدِيعَةٍ ..
يَنخَلِعُ لَهَا قَلْبُ العَاشِقِ إذَا شَهِدَهَا ..
فَتَزدَادُ أنوَارُ العِشقِ فِي قُلُوبِهِمْ عَن زِيَادَةِ أنوَارِ الحُسْنِ مِن رَبِّهِمْ ..
فَالعِشقُ والمَحَبَّةُ مَقرُونَانِ بِظُهُورِ الحُسْنِ ..
ألَا تَرى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ قَالَ :
( رَأيْتُ رَبِّي فِي أحسَنِ صُورَةٍ ) .
وهَذَا المَقَامُ لَا يَظهَرُ عَلَى العَبدِ مَالَمْ يَكُنِ العَبدُ فِي قَبُولٍ حَسَنٍ
وعَلَى طَهَارَةٍ مِن شُهُودِ الأكوَانِ ..
فَإنَّ للهِ تَجَلِّيَاتٍ خَاصَّةً فِي الحُسْنِ لَا يَشهَدُهَا إلَّا هَؤلَاءِ العَاشِقونَ
فِي نِهَايَاتِ سَيرِهِمْ ..
فَإنَّ العِشقَ والحُسْنَ صِفَتَانِ لَا يَفتَرِقَانِ فِي العَبْدِ ..
أمَّا فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى .. فَإنَّ اللهَ مُنَزَّهٌ عَنِ العِشقِ ..
لِأنَّ العِشقَ تَعَلُّقٌ ..
واللهُ تَعَالَى لَا يَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ .. وهُوَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ ..
فَيَتجَلَّى بِالحُسْنِ لِذَوَاتِهِمْ ..
وهُنَا يُدرِكُ العَاشِقُونَ أنَّ الحُسْنَ مِنْ أخَصِّ صِفَاتِ المَعشُوقِ جَلَّ وعَلَا ..
فَيَتَّبِعُونَ ذَلِكَ الحُسْنَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ :
فَمِنهُمْ من يَتَعَشَّقُ الحُسْنَ فَيَهِيمُونَ بِهِ ..
ومِنهُمْ مَنْ يَشهَدِ الحَسَنَ والأحسَنَ ..
وَمِنهُم مَنْ يَشهَدِ الحَسَنَ والأحسَنَ والأحسَنَ ..
والَّذِينَ يَبْلُغُونَ الأحسَنَ مِنْ .. فَإنَّهُم يَرتَقُونَ فِي مَقَامَاتِ الجَمَالِ ..
فَرُؤيَةُ الجَمَالِ فِي مَلَامِحِ الحُسْنِ إنَّمَا هِيَ لأهلِ الكَمَالِ ..
وهُنَا لَا بُدَّ مِنَ الارتِقَاءِ إلَى مَقَامِ الجَمَالِ .
( من كتاب قواعد العشق الهانيبالي الكمالي للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .