قَاعِدَةُ رَقَائِقِ اعتِبَارِ الهِمَّةِ لِذِكرِ العَاشِقِينَ مِنَ الأُمَّةِ
4- قَاعِدَةُ رَقَائِقِ اعتِبَارِ الهِمَّةِ لِذِكرِ العَاشِقِينَ مِنَ الأُمَّةِ :
– لِلمَلَكُوتِ أبوَابٌ تُسْتَفتَحُ بِالقَرعِ ..
وَ لَا تُفتَحُ إلَّا بِالإذنِ ..
وَ قَرعُكَ ذِكْرُكَ ..
فَلَا تَفتُرْ ..
فَإنَّ لِلهِمَّةِ اعتِبَارَاً ..
وَحُبٌّ بِلَا هِمَّةٍ .. وَهْمُ إعجَابٍ .
– تُرجمان حُبٍّ :
أمَّةُ العاشقينَ لهمُ هِمَّةُ الفاتحينَ .
وإنَّ الأكوانَ لَتنفعلُ لِهِمَمِ الصادقينَ المخلصينَ .. هكذا مكتوبٌ على أرواحِ الخلائقِ بمِدادِ قدرةِ الحَقِّ ..
وقد عرَفَ ذلك من عرَفَ عندما شهِدَ في ما كُتِبَ من الأزلِ أنَّ سوابقَ الهِمَمِ لاتخرقُ أسوارَ القدَرِ لأنَّ سوابقَ الهِمَمِ إنَّما هي مِن القدَرِ ولايخرقُ القدرُ نفسَهُ .
فما كانَ مقدَّراً عليكَ إنَّما هو ممَّا ظهرَ منكَ أنَّكَ فاعلُهُ لامحالةَ .. فافعلْ ولاتفترْ تسري همَّتُكَ على حروفِ ذِكرِكَ فتُفتَحُ أبوابُ الحُبَّ لكَ .. فلا تفترُ ولا تَستَبطِئ .
ويجدرُ الانتباهُ هنا إلى أنَّ الهِمَّةَ إنَّما هي عملٌ قلبيٌّ تختصُ بهِ الإرادةُ ، فمَن كانَ ضعيفَ الإرادةِ لم يُتَصوَّرْ منهُ قوَّةُ هِمةٍ أصلاً .
وقد اجتمعتُ يوماً معَ رجلٍ يدَّعي حُبَّ اللهِ تعالى ، ولمَّا مرَّت عليهِ السنونُ تَشَرَّبَ تلكَ الفكرةَ حتَّى كادَ أن يعتقدَ في نفسِهِ الولايةَ من بابِ الحُبَّ حتَّى اجتمعتُ معَهُ مرةً في بيتِهِ بشكلٍ خاصٍّ فإذا بهِ يتناولُ سيجارةً ويشعلُها ليدخِّنَها .. فتعجَّبتُ منهُ لذلكَ !! فقالَ إنَّهُ لا يَظهرُ بهذا الفعلِ أمامَ العامَّةِ لأنَّهم جاهلونَ بالأحكامِ الفقهيةِ ..
وهنا قلتُ لهُ : إنْ كنتَ ضعيفَ الإرادةِ أمامَ تَرْكِها نهائياً فكيفَ أقتنعُ منكَ أنَّكَ قويُّ الإرادةِ ذو هِمَّةٍ متينةٍ في طلَبِ المحبوبِ الربِّ ؟
فأجابَني وقالَ : عمُّكَ مِن الرضاعِ الشيخُ أحمد حارون رحمَهُ اللهُ تعالى كانَ يدخِّنُ وكانَ شيخَ الأبدالِ بإجماعِ مُعاصِريه .
فعلِمْتُ أنهُ قد تلبَّسَ عليهِ فأجبْتُه قائلاً : لستَ كعمِّي الشيخ أحمد .. فإنَّهُ استحكَمَها ولم تستحكِمْهُ ويستغني عنها متى شاءَ وهو يدخِّنُها بعد شهودِهِ لمحبوبِهِ .. فلا سلطانَ لها عليهِ .
فانظرْ يا وليِّي في اللهِ تعالى كيفَ أنَّهُ لم يميِّزْ بينَ مَن تستحكِمْه العادةُ كما استحكَمَتْه و مَن يمارسُ عادةً ليستْ هي أصلاً من عاداتِهِ بل لمجردِ الممارسةِ .
كما لم يميِّزْ بينَ مَن مارسَ عادةً قبلَ الشهودِ وبينَ مَن مارسَ بعدَ الشهودِ وقارَنَ نفسَهُ بشيخِ الأبدالِ وهو أنزلُ عن رُتبتِهِ وهذا تلبيسٌ آخرُ لم ينتبهْ إليهِ .. فتفطَّنَ للأمرِ وانتبَهَ .
رَحِمَ اللهُ الدكتورَ .. لقد ماتَ متأثراً بالسرطانِ حتى سافرَ مِن الشامِ إلى مكة المكرمة فماتَ هناكَ ودُفِنَ .
رَحِمَ اللهُ أبا ضياءٍ ..
يا وليِّي في اللهِ تعالى : أطلِقْ هِمَّتَكَ في قرعِ بابِ الحُبِّ بالذِّكْرِ الدائمِ فإنَّ الربَّ يحبُّ العبدَ اللحوحَ .
ولا تنسَ أبداً أنَّ إرادتَكَ شهودَ المحبوبِ هو من أشرفِ ما تُطلَق بهِ الهِمَّةُ .. فأطلِقْها ولا تُبقِ منها شيئاً في قلبِكَ .. تصلْ أسرع .
تستطيعُ أن تذكرَ في الساعتينِ القادمتين : ( لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ ) لوجهِ اللهِ تعالى لعلَّها تُهيِّئ همَّتَكَ وإرادتَكَ لشهودِ المحبوبِ .
( من الرسالة الأولى في بسط قواعد العشق للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
4 يونيو، 2020
علم الكشف الماورائي – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
28 مايو، 2020
قاعدة رقائق عشق تلهفية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
10 يونيو، 2020
هيكل الوهب والوجدان
زر الذهاب إلى الأعلى