في بحورِ الجلالِ والجَمالِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

في بحورِ الجلالِ والجَمالِ

بدأنا في تفسيرِ سُورةِ الفاتحةِ وبدأنا في تفسيرِ أوَّلِ آيةٍ منها والتي هي : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } .

وتحدَّثنا عن بعضِ العلومِ التي في { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } .

وتحدَّثنا عن التراكيبِ والتراتيبِ والهيكلِ النورانيِّ لِلَّفظِ وكيفَ أنَّهُ يَحوي هياكلَ نورانيَّةً مركَّبةً وهي تتألفُ من تركيبِ الحُروفِ في اللَّفظةِ الواحدةِ .

وتحدَّثنا عن الهياكلِ النورانيَّةِ الخاصةِ بالبسائطِ ( غيرِ المركَّبةٍ ) مثل روحانيةِ الحُروفِ ونورانيَّةِ الحُروفِ وبسائطِ الحُروفِ ؛ لأنَّ الحُروفَ على انفرادِها ؛ وكلٌّ على انفرادِهِ هو مِن البسائطِ وليسَ مِن المركَّباتِ .

ياوليِّي في اللهِ تِعالى باركَ اللهُ في وعيِكَ للجَمالِ والجلالِ سنتطرَّقُ الآنَ إلى وجهٍ آخرَ من وجوهِ البسملةِ في الفاتحةِ وهو وجهُ ( الجلالِ والجَمالِ ) .
ولتعلمْ ياوليِّي في اللهِ تعالى أنَّ عِلمَ الجلالِ في القرءَانِ الكريمِ هو علمٌ كبيرٌ جداً جداً  وممتعٌ ويستحقُّ أن يَدرسَهُ المسلمُ ويتعلَّمَ منهُ لأنَّ فيه أسراراً ذاتيةً وصفاتيةً واسميَّةً وفعليَّةً في اللهِ تَعالى جميلةً جداً جداً .. تنعشُ الفؤادَ .. وتُشرقُ بها الروحُ .. وتستنيرُ بها العقولَ .
فإنَّ في معرفةِ جَمالِهِ وجلالِهِ حبٌّ يصبغُ العبدَ بمَراقيهِ .. ويرقِّيهِ في معرفةِ الحبيبِ الحقِّ تعالى .. ففيهِ معرفةُ الهَيبةِ والعَظموتياتِ التي لابدَّ للعبدِ من معرفتِها عن الحقِّ تعالى .

كذلك الأمرُ بالنسبة لعِلمِ الجَمالِ والجَمالياتِ في القرءَانِ الكريمِ الذي يتضمنُ أسرارَاً هائلةً ، ففي هذا العلمِ تذوُّقاتٌ تسوحُ لها الروحُ في فضاءِ اللَّذَّةِ .. وتذوبُ فيها الإنسانيةُ في نشوةِ حُبِّ  الترقيِّ في مراتبِ حُبِّ الجميلِ الذي يُحبُّ الجَمالَ .. ولكنْ كما يَقولون : ( وبضدِّها تتمايزُ الأشياءُ ) فإنَّ في دراسةِ الجَمالِ والجلالِ معاً يتَّضحُ ويتبيَّنُ معنا وجهُ التقابلِ أكثرَ ؛ حيثُ يصبحُ هناكَ تباينٌ أكثرَ بين المعلوماتِ ، فيتَّضِحُ السرُّ الجَماليُّ والسرُّ الجلاليُّ بشكلٍ أكبرَ .

ومن أجلِ هذا الإيضاحِ وجَدْتُ أن ندرسَ علومَ الجلالِ والجَمالِ معاً في القرءَانِ الكريمِ .

عُلومُ الجَمالِ والجلالِ في بسملةِ سُورةِ الفاتحةِ :

قبلَ أن ندرسَ علومَ الجَمالِ والجلالِ في القرءَانِ الكريمِ أريدُ أن ندرسَ علومَ الجَمالِ والجلالِ في بسملةِ سُورةِ الفاتحةِ التي نحنُ بِصدَدِ تفسيرِها بنورِ اللهِ تِعالى .. هذا التفسيرُ القدرويُّ .. هذا التفسيرُ الطاقيُّ .. هذا التفسيرُ النورانيُّ .

عِلمُ الجَمالِ والجلالِ مَطويٌّ في سورةِ الفاتحةِ كلِّها ، ففي كلِّ آياتِ الفاتحةِ السبعةِ يتجلَّى الجَمالُ والجلالُ كما أنَّها تتضمنُ أسرارَ الجَمالِ والجلالِ .

إذاً : فالجَمالُ والجلالُ في بسملةِ سُورةِ الفاتحةِ حقيقةٌ نورانيةٌ جميلةٌ قدرويةٌ ، وتنطوي فيها أسرارٌ وأنوارٌ ودقائقُ ممتعةٌ جداً جداً .


للمزيد … يمكنك تصفح / تحميل كتاب تفسير بنور الله تعالى – البسملة (الجزء الثاني) وذلك عبر الضغط على الصورة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى