عِلْمُ صِنَاعَةِ الْجَمَالِ بِالتَّجَلِّي الْجَلَالِيِّ
لَيْسَ كُلُّ جَمَالٍ يُصْنَعُ بِتَجَلِّيَاتِ الْجَمالِ، هَذَا مَا تَقُولُهُ السُّورَةُ فِي قِصَّةِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ، فَفِي عِلْمِ صِنَاعَةِ الْجَمَالِ بِالتَّجَلِّي الْجَلَالِيِّ نَجِدُ كَيْفَ أنَّ الْعَبْدَ الصَّالِحَ يُرِيْدُ أنْ يَصْنَعَ الْجَمَالَ فِي حَيَاةِ أبَوَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ هَذَا لِيَتَحقَّقَ إلَّا بِتَجَلٍّ جَلَالِيٍّ أعْظَمِيٍّ هُوَ قَتْلُ غُلَامٍ ، فَفِي الْقَتْلِ وَهُوَ تَجَلٍّ جَلَالِيٍّ صِنَاعَةُ حَيَاةٍ جَمَالِيَّةٍ سَعِيْدَةٍ لِأبَوَيْهِ ؛ وَهَذَا مِمَّا لَا تَسْتَطِيْعُ الْعُقُولُ قَبُولَهُ وَلَكِنَّهُ مِنْ حَقَائِقِ عُلُومِ الْوِلَايَةِ .
وَكَذَلِكَ أنْ يَعْمَلَ رَجُلٌ جَائِعٌ عَلَى لَحْمِ بَطْنِهِ بِالطِّيْنِ وَالْعَمَارِ ، وَيُقِيْمُ حَائِطَاً مِنْ طِيْنٍ ، فَهَذَا جَلَالٌ وَزِيَادَةُ الْجَلَالِ فِيْهِ أنَّهُ مَطرُودٌ ..
وَزِيَادَةُ جَلَالٍ أنَّ طَرْدَهُ لَيْسَ مِنْ شَخْصٍ بَلْ مِنْ كُلِّ الْقَرْيَةِ ..
وَبَعْدَ كُلِّ ذَلِكَ تَرَاهُ صَنَعَ جَمَالَ الرِّعَايَةِ وَالْعِنَايَةِ بِكَنْزٍ لِغُلَامَيْنِ يَتِيْمَيْنِ .. فَهَذَا جَلَالٌ سَبَقَ فِيْ أفْعَالِ الْعَبِيْدِ نَتَجَ عَنْهُ جَمَالٌ حَيَاتِيٌّ مَعِيشِيٌّ كَانَ الْجَلَالُ السَّابِقُ لَهُ سَبَبَاً فِي صِنَاعَتِهِ .
وَهَذَا مِنْ حَقَائِقِ عُلُومِ الْأولِيَاءِ فِي هَذَا الْبَابِ .. وَكَثِيْرَةٌ هِيَ الأمْثِلَةُ فِي الْقِصَّةِ .
( من كتاب علم الحقائق البرزخية بين الحضرتين الموسوية والخضرية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .