عدم الوضوح الروحي وإشراق روح الصدق – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

عدمُ الوُضوحِ الرُّوحيِّ وإشراقُ روحِ الصدقِ

يُنهي التفوُّقَ في الحياةِ ويلغي سرَّ الحياةِ المتفوِّقةِ

 

 

الشخصُ غيرُ الواضحِ شخصٌ يُخفي بداخلِهِ أُموراً لا يريد الاطلاعَ عليها من أحدٍ ، وبالتالي يخلقُ الشكَّ وعدمَ الأمانَ حتى لو كانَ مقصدُه شريفاً .. فيضطربُ سلوكُه ُويكثُرُ كذبُهُ مما يسبِّبُ الشكَّ وظهورَعلاماتِ استفهامٍ من حولِهِ  ، فهو بذلك كمَن يشربُ الماءَ العكرَ .. الذي يسبِّبُ مشاكلَ بالجسدِ وخاصةً بعضو َالمعدةِ  التي هيِ بيتُ السعادةِ ، فيُقلِّلُ سعادةَ كثيرٍ من الأشخاصِ وينغِّصُ على ذاتهِ حياتَهُ  .. وكثيرٌ من العائلاتِ تقعُ في مشاكلَ كثيرةٍ بسببِ هذا الأمرِ .

ولعلَّ من أهمِّ أسبابِ عدمِ الوُضوحِ الرُّوحيِّ هو اختلافُ المصالحِ ، فاختلافُ المصالحِ قد يكوِّن نوايا مختلفةً ، وقد يكوِّن نوايا سيئةً ، فإضمارُ شيءٍ ما في النَّفْسِ بحرصِ عدمِ كشفِهِ من الآخرين يُعتبَرُمن مدمِّراتِ سرِّ الحياةِ المتفوِّقةِ لأنَّهُ يؤدي إلى الاصطدامِ يوماً ما ، كما أنَّهُ يخرِّبُ الثقةَ في أيِّ علاقةٍ وقد يؤدي إلى قطعِها .

وكذلك فإنَّ انعدامَ روحِ الصدقِ يعدمُ الوُضوحَ الرُّوحيَّ في العلاقاتِ و يخرِّبُ سرَّالحياةِ المتفوقةِ  لأنهُ يصنعُ سوءَ ظنٍّ من باقي الأطرافِ و يؤدي إلى اتِّخاذِ قراراتٍ و القيامِ بتصرفاتٍ بناءً على سوءِ ظنِّهِم .

انعدامُ الوُضوحِ الرُّوحيِّ المتوهِّجِ عن روحِ الصدقِ دلالةُ حقدٍ وذلك بتعمُّدِ إخفاءِ المشاعر السلبيةً .. وهذا يؤدي إلى هدمِ العلاقاتِ الخلَّاقةِ الإيجابيةِ وخرابِها .

انعدامُ الوُضوحِ الرُّوحيِّ المتوهِّجِ عن روحِ الصدقِ يقلبُ حياةَ الإنسانِ إلى مركزِ تخبُّطٍ في اتِّخاذِ القراراتِ وعدمِ استقرارٍ وتردُّدٍ وعدمِ نجاحٍ مما يؤدي إلى فشلِ حياته .

انعدامُ الوُضوحِ الرُّوحيِّ المتوهِّجِ عن روحِ الصدقِ هو مأساةٌ كبيرةٌ ، فالشخصُ يعاني من نفاقٍ في ذاتِهِ و يعاني من كثيرٍ من المشاكلِ مع مَن حولَه… فهو يُوجِدُ توتراً بالعلاقةِ مما يؤدي إلى سوءِ تفاهمٍ سببُهُ غيرُ واضحٍ للطرفينِ .. وقد يؤدي إلى قطعِ العلاقةِ أحياناً إنْ لم يدمِّرْها تماماً ..

انعدامُ الوُضوحِ الرُّوحيِّ المتوهِّجِ عن روحِ الصدقِ يسبِّبُ الكثيرَ من المشاكلِ والتعقيداتِ لأنَّ العلاقاتِ تصبحُ رديئةً ومشوشةً فلا يكون هناكَ اتفاقاً أو أريحيةً ؛ ففي بعضِ الأحيانِ قد يكونُ هناك تسامحاً  ، أو قد تنتهي العلاقةُ بالشجار أو الانفصالِ ..

الشخصُ غيرُ الواضحِ في علاقاتِ حياتِهِ يعاني من تخبُّطٍ في أفكارِهِ وخوفٍ من قراراتِهِ فهولا يشعرُ بالأمانِ الكافي .

انعدامُ الوُضوحِ الرُّوحيِّ المتوهِّجِ عن روحِ الصدقِ في العلاقةِ حتى وإنْ تواجدَ الاحترامُ والأكابريةُ في التعاملِ يؤدي إلى تضليلِ مسارِها وحدوثِ خلافاتٍ كان بالإمكانِ تجنُّبُها .

وبالتأكيد فإنَّ الأسبابَ متعددةٌ في عدمِ الوُضوحِ الرُّوحيِّ وذلك بناءً على الشخصياتِ ، و أعتقدُ أنَّ أهمَّها الوعيُ الرُّوحيُّ المبنيُّ على أُسسٍ من الذكاءِ الرُّوحيِّ التي تصيغُ الإنسانَ في كلِّ أبعادِهِ وتفيضُ على باقي العواملِ مثل العاملِ العقليِّ والعاملِ النفسيِّ .

 


( من كتاب‏‏ السر الروحي للحياة المتفوقة للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى