ضَرورَةُ التَّشرِيعِ
كُنْهُ الهُوِيَّةِ المُطلَقُ شَرَحَ لِلمُتَعَيِّناتِ عَنْ تَوهجِهِ لِيُنظِّمَ بَينَ تَجلِّياتِه، فهوَ ذُو إدرَاكٍ ذَاتيٍّ وفَعَّالٍ ذَاتيَّاً، فهوَ الدَّرَّاكُ الفَعَّالُ وبالتالِي فهوَ يُحيِي مُرادَه بِما هوَ مَشيئَتُه، ولِذا وَجدنَاه قد صَاغَ مِنْ تَوهجِ حَياتِه حَياةً قانُونيةً سَمَّاها بِعلمِه وخِبرتِه وحِكمتِه المُطلَقةِ في حياتِه الوجُودِيةِ في عَينِ هُوِيَّتِه شَرائِعَ .
وأظهرَ فيها تَصَانيفَ كُتبٍ تَحوِي مَعلومَاتِ التَّوهُّجِ الحياتِيِّ وانبِثَاقهِ عَنْ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ .
ولِعِلْمِ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ أنَّ مَادةَ المُقيَّدَاتِ المُتكاثِفةِ عَنْ تَوَهجِهِ الحَياتِيِّ لا تَستطِيعُ الوَصْلَ رُجوعاً إلى كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ، وكانَ لابُدَّ مِنْ رُجوعِها فَليسَ لَها إلَّاهوَ، فَقَد أرسَلَ رُسلاً على الكَمالِ يَستطِيعُ كُلُّ مُقيَّدٍ أنْ يَقرأَ فيهم هذِه الكُتبَ لِتَتكشَّفَ لَه حَقِيقةُ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ المُتوَهِّجِ حَياتيَّاً الدَّرَّاكِ الفَعَّالِ .
ونأكّدُ ما قُلنَا سَابقاً بأنَّ المُقيَّدَاتِ تَحتاجُ لِولِيٍّ مُرشِدٍ هوَ وَلِيٌّ لِكُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ، مُرشِدٌ لِكُلِّ تَوَهجَاتِ حَياتِها لِلرُّجوعِ إليها .
وتَحتَ هذَا البابِ عِلْمٌ كَثيرٌ يَستغرِقُ الأكوَانَ، تَضِيقُ عنه هذِه الصَّفحَاتُ .
( من كتاب الهوية للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .