صدق المحبة والطاعة
يجب على المريد الصدق في محبة شيخه في الظاهر والباطن ، فمحبة المريد للشيخ هي محبة في الله وكما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” أنت مع من أحببت “ والدليل على صدق المحبة طاعة من تحب والانقياد لأمره ، فليس المريد بمحب صادق من له إرادة تخالف مراد شيخه ، فالطاعة للمحبوب هي عنوان المحبة ، وقيل في طاعة المحبوب :
لو كان حبُك صادقا لأطعته .. إنّ المحب لمَن يُحب مطيع
وعدم الطاعة هو من سوء الأدب مع الولي المرشد .
الطاعة تكون بالاستسلام للشيخ وطاعته بجميع أوامره ونصائحه ، وهو من باب التسليم لذوي الاختصاص والخبرة وذلك بإيمان المريد بكمال أهلية الشيخ للتربية والإرشاد كونه وريث محمدي جمع بين الشريعة والحقيقة . ألا ترى أن المريض يستسلم للطبيب استسلاماً كلياً في جميع علاجاته ، ولا يعد المريض في هذا الحال مهملاً لعقله متخلياً عن كيانه ، بل يعتبر متصفاً عاقلا ًسلّم لذي الاختصاص ، وهذا طبيب الأشباح ، فما بالك بطبيب القلوب ، فكن صادقاً في طلب الشفاء . وقيل : من قال لشيخه لا ، لا يفلح أبداً . و ينبغي على المريد عدم الاعتراض على شيخه في طريقة تربية مريديه ، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة ، كما لا ينبغي أن يفتح المريد على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه فهذا من شأنه أن يُضْعِفَ ثقته به ويَحجُبَ عنه خيراً كثيراً ، ويَقطعَ الصلة القلبية والمدد الروحي بينه وبين شيخه .
( بقلم : أوس العبيدي ) .