سِرُّ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

سِرُّ كُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ

صارَ جَليَّاً لَنَا أنَّ كُنْهَ الهُوِيَّةِ المُطلَقَ لا يَظهَرُ بِأحدِيَّتِه أبداً، لأنَّ الظهُورَ يَحتاجُ لإثنَيْنِيَّةٍ، ولا إثنَيْنِيَّةَ في الأحَدِيَّةِ، وعليه يَبقَى هذَا الشُّهودُ لِهذِه الأحَدِيَّةِ على مَا هيَ عليهِ سِرَّ كُنْهِ

الهُوِيَّةِ المُطلَقِ .

وليسَ لنَا لِنَشهَدَه إلَّا أنْ يَكونَ الفناءُ بِهَا حَظَّنَا، وعَودَتُنَا إليها بِالبَقاءِ بِها .

فَكُنْهُ الهُوِيَّةِ المُطلَقُ سَارٍ بِحَقِيقتِهِ في كُلِّ تَوَهجٍ عنهُ مَهمَا يَكُنْ، فَلَا يَخلُو مُتَعَيِّنٌ نِسبِيٌّ عنه، ولا يَظهَرُ إلَّا بهِ فهوَ سِرُّ حَياةِ كُلِّ مُتعَيِّنٍ .

فَالظهُورُ أبداً لِلمُتعَيِّنِ النِّسبيِّ، والبُطونُ أبداً لِكُنْهِ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ .

والنِّسبَةُ عَدَمٌ؛ إذاً الظهُورُ له بِتجلٍّ تَوَهجيٍّ حيَاتيٍّ قَيُّومِيٍّ، والبُطونُ له بِجَمعِهِ لِكُلِّ التَّجلِّياتِ فهوَ الظاهِرُ البَاطِنُ الأوَّلُ والآخِرُ الجَامِعُ وهوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ .

 


( من كتاب الهوية للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى