سُبْحَانَ الله تَعالَى
إذا تَتَبّعْتَ قَولَ العُلَمَاءِ في الاسم وَجَدْتَ اختلافاً ، فمِنْهم مَنْ يَقول بِأنّ الاسمَ غيرُ المُسَمّى ، ومِنْهُم مَنْ يَقولُ أنّ الاسم هو المُسَمّى .. إلخ (( فالخِلافُ لَفظيٌ )) .
والاسمُ مهما يكنْ فهوَ الاسم ، فإذا سمِعْنَا قوله تعالى ودقّقْنَا في التّسبِيحِ لوَجَدْنَا : أنّ الله تَعالى مُنَزّهٌ بِتسبيحِ البشرِ ، أو بغيرِ تَسبِيحِهِم ، فهو القدّوسُ مُطْلَقَاً .
ومَسالةُ الشِرْكِ في حَقّ الذَاتِ بَاطلةٌ ، ولا يَخفى بُطْلَانُها .. فالذَاتُ واحدةٌ ، ولأنّ الشِرْكُ كمَا يدّعِيهِ البَعضُ – أنّه واقعٌ على الألوهيّة – فقدْ حَقّ على المُؤمنينَ المُسلمينَ تَنْزِيهُ الألوهيّة ، ولمّا كانَ لَفْظُ الجلالةِ الله عُنوانُ الألوهيّة فلِتَعْلَمْ :
أنّ الشِرْكُ واقعٌ على الاسمِ ، والاسمُ فقطْ ، مِنْ قِبَلِ المُشْرِكِينَ .
وأنّ التَنْزِيهَ واقعٌ على الاسمِ ، والاسمُ فقطْ ، مِنْ قِبَلِ المُؤمِنينَ .
فالتّسبِيحُ يقعُ على الاسمِ ، وذات الله منزهة بالأصالة ، فإذا تحقّقْتَ مِنْ ذلكَ فاستمعْ لقولهِ تعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } صدق الله العظيم ، فالتسبيحُ صلاةُ كُلّ شيءٍ ، وبِها يُرزَقُ كُلّ شيءٍ .
سُبْحَانَه عمّا يَصِفُونَ .
( من كتاب النظرات التوحيدية في الوحدات الايمانية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .