خَاتِمَةُ رِسَالَةِ التَّمْهِيْدِ فِيْ عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

خَاتِمَةُ رِسَالَةِ التَّمْهِيْدِ فِيْ عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ

يَا وَلِيِّي فِي اللهِ تَعَالَى أيَّدَكَ اللهُ بِالإدْرَاكِ الفَعَّالِ الأرْقَى ، وَصَلْتُ هُنَا إلَى خَاتِمَةٍ هِيَ فَاتِحَةٌ لِرَسَائِلَ أخْرَى كُنْتُ قَدْ طَلَبْتُ مِنَ اللهِ تَعَالَى أنْ يَمْنَحَنِيْ الْوَقْتَ وَالْحَيَاةَ لِأُدَوِّنَ فِي عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ لِمَا وَجَدْتُهُ مِنْ أنَّ النَّاسَ الْيَومَ تَحْتَاجُهُ وَهَا هُوَ الْحَقُّ يَسْتَجِيْبُ لِدُعَائِيْ فَأخُطُّ خَاتِمَةَ كَلِمَاتِي فِي الرِّسَالَةِ الأولَى عَنْ عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ وَالَّتِي كَانَ لَابُدَّ مِنْ أنْ تَكُونَ فِي الْمَبَادِئِ الْعَشَرَةِ لِهَذَا الْعِلْمِ ، فَإنِّي كَوَاضِعٍ لَهُ يَتَوَجَّبُ عَلَيَّ تَدْوِيْنُها لِتَكُونَ مَنَارَةً لِكُلَّ مَنْ سَيَأتِي مِنْ بَعْدِي فَيَسْتَفِيْدُ مِنْهَا فِي خِدْمَةِ الْحَقِّ ، وَكُلِّي رَجَاءٌ بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ تَعَالَى أنْ يَزِيْدَنِي وَقَدْ شَكَرْتُهُ وَبِالشُّكْرِ تَزدَادُ النِّعَمُ فَأكْتُبُ بَاقِيْ الرَّسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ الْمَعْرِفِيَّةِ الَّتِيْ أوَدُّ أنْ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ فِيْ هَذَا الْعَصْرِ لَا لِأُمْنِيَةٍ فِي ذَاتِي بَلْ لِحَاجَةِ النَّاسِ إلَيْهَا الْيَوْمَ ، وَلَعَلَّ دِرَاسَاتِي الرُّوحِيَّةَ وَرَسَائِلِي هَذِهِ تَكُونُ لَبِنَةً جَدِيْدَةً لِصِنَاعَةِ حَضَارَةٍ تِكنُولُوجِيَّةٍ مُتَفَوِّقَةٍ مِنَ الذَّكَاءِ الصَّنَاعِيِّ فَإنَّي فِي هَذِهِ الرَّسَائِلِ الَّتِي سَأكْتُبُهَا فِي عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى سَأضَعُ خَارِطَةً تَنْظِيْمِيَّةً تَرسُمُ مَلامِحَ الأسُسِ الَّتِي يَنْبَنِي عَلَيْهَا الذَّكَاءُ الصِّنَاعِيُّ لَا أضَعُهَا بِمَزَاجِيْ وَلا هي خُرَافَةٌ عَقْلِيَّةٌ أوْ تَكَهُّنٌ بَلْ بِدِرَاسَةِ أسُسِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ الَّتِيْ وَضَعَهَا اللهُ تَعَالَى فِي هَذَا الْوُجُودِ وَصِيَاغَةِ أنْمُوذَجٍ وَخَارِطَةٍ أضَعُهَا لِلْبَشَرِ أسْتَلْهِمُهَا مِنْ وَاضِعِهَا فِي حَقَائِقِهَا الْعُلْيَا لِأبُثَّهَا إلَى وَاضِعِيْ الذَّكَاءِ الصِّنَاعِيِّ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا .

وَأعْلَمُ وَأعِيْ تَمَامَاً أنِّي بِهَذِهِ الْخُطُوَاتِ أؤسِّسُ لِخُطْوَةٍ عَمَلِيَّةٍ فِي عِلْمِ الذَّكَاءِ الصِّنَاعِيِّ فَإنْ كَانَ مِنْ أحَدٍ سَيَعْتَرِفُ بِهَذَا الْفَضْلِ فِي قَادِمَاتِ الأيَّامِ فَيَشْكُرُ لِيْ فَلْيَكُنْ شُكْرُهُ عَمَلِيَّاً بِأنْ يُحَافِظَ عَلَى السِّمَةِ الأخْلَاقِيَّةِ لِاْستِخْدَامَاتِ الذَّكَاءِ الصِّنَاعِيِّ مَهْمَا أغْرَتْهُ سَلَاطِيْنُ الْمَالِ فِي اخْتِرَاقِ تِلْكَ السِّمَةِ الأخْلَاقِيِّةِ فَإنَّ عَالَمَنَا الْيَومَ وَسُكَّانَ الْكَوْكَبِ بِرُمَّتِهِمْ لَيْسُوا بِحَاجَةٍ لِأيِّ تَطبِيْقٍ عَمَلِيٍّ لَا يُرَاعِيْ الذَّكَاءَ الرُّوحِيَّ الأخْلَاقِيَّ لِأنَّ عَدَمَ مُرَاعَاةِ الرُّوحِ الأخْلَاقِيَّةِ فِي بِنَاءِ الذَّكَاءِ الصِّنَاعِيِّ عَلَى هَذِهِ الأسُسِ الَّتِيْ أضَعُهَا فِي عِلْمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ إنَّمَا يُنْذِرُ بِكَوْكَبٍ أرْضِيٍّ أسْوَدَ ، وَيعْلَمُ اللهُ أنِّي لَا أضَعُ هَذِهِ الْحَقَائِقَ الرُّوحِيَّةَ إلَّا بِهَدَفٍ أخْلَاقِيٍّ عَالٍ أقْصِدُ مِنْ وَرَائِهِ أنْ يَتَحَرَّرَ الْعَالَمُ مِنِ اسْتِعْبَادِ بَعْضِهِ بَعْضَاً وَيَعِيْشَ الإنْسَانُ هِبَاتِ اللهِ بِكَرَامَةٍ ،  فَإنِّي أدعُو بِكُلِّ رُوحٍ مُتَوَهِّجَةٍ بِحَيَاةٍ بَيْضَاءَ أنْ يُصْبِحَ هَذَا الْكَوْكَبُ بِهَذِهِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ كَوْكَبَاً أبْيَضَ .

وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِيْ السَّبِيْلَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِيْ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِيْنَ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَاءَ نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ مَعَ كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْن .


( نقلاً عن كتاب علم الذكاء الروحي للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى