خُلاصَةُ في علم الإنتربُولُوجيَا
هذَا هوَ عِلْمُ الإنتربُولوجيَا في الشَّرِيعةِ الإسلامِيَّةِ، وَلا أقولُ هذَا كُلُّ العِلمِ، بَل هذَا مِفتاحُ مِثالٍ يُمَكِّنُ البَاحثَ مِنْ بِناءِ أساسٍ إنتِربُولوجِي يَستطِيعُ مِنْ خلالِه أنْ يَتعَرَّفَ على أسرارِ العَقيدةِ القرآنِيَّةِ الإسلامِيَّةِ الجَامعةِ لِكُلِّ العَقائدِ السَّماوِيَّةِ على مَرِّ العُصورِ والأَزمَانِ، لِيَجِدَ أنَّها عَقيدةٌ واحدةٌ قَوامُها التَّوحيدُ في الإلَهيَّاتِ والنُّبوَّاتِ والسَّمعِيَّاتِ، لِيَفهَمَ وَحدَةَ العَقيدةِ في عَينِ الكَثرةِ النَّبوِيَّةِ فَفِي القرآنِ الكريمِ أسرَارٌ إنتربُولوجِيه كَثيرةٌ يَضِيقُ الوقتُ عَنْ ذِكرِها لِوَفرَتِها، وَإنَّمَا أترُكُها لِلبَاحِثينَ الكُمَّلِ مِنَ الحَضرَاتِ الإنسَانيَّةِ، لِيوَضِّحوا أسرَارها ويُبَيِّنوا أطوَارَها، وَيَقِفُوا وَيُوقَفُوا على كَمالِ ثَباتِ عَقيدةِ التَّوحيدِ السَّمحَاءِ، فَكثيرةٌ هيَ أبوابُ الإنتربُولوجيَا في القرآنِ الكريمِ التِي تَحتاجُ لِباحثٍ خَبيرٍ يُنعِشُها ويُظهِرُ مِنها جَمعِيَّةَ الحَضرَةِ الآدَمِيَّةِ لِلأسمَاءِ .
فَإنتِربُولوجيَا المُناظرَةِ في الحَضرةِ الإبرَاهِيمِيَّةِ .
وإنتِربُولوجيَا التَّحقُّقِ في الحَضرةِ العِيسَوِيَّةِ .
وإنتِربُولوجيَا الإمَامةِ في الحَضرةِ الهَارُونِيَّةِ .
وإنتِربُولوجيَا الرُّؤيَا مِنَ الحَضرةِ اليُوسُفِيَّةِ .
وَهكذَا إلى آخرِ الأنبياءِ والرسُلِ في القرآنِ الكريمِ، هذَا كُلُّهُ في إنتِربُولوجيَه الحَضرةِ الذَّاتِيَّةِ لِلنَّبيِّ والرَّسولِ الوَاحدِ مِنَ الخَمسةِ والعِشرينَ المَذكُورَةِ في القرآنِ الكريمِ، وَمِنْ ثَمَّ دِراسَةُ إنتِربُولوجيَه الحَضراتِ فِيمَا بَينَها .
مِثلُ جَمعِيَّةِ الحَضرَةِ المُحمَّدِيَّةِ لِكُلِّ الحَضرَاتِ السَّابقةِ .
وَمِثلُ الإنتِربُولوجيَا بَينَ الحَضرتَينِ الإبرَاهِيميَّةِ واليُوسُفيَّةِ مِنْ وَجهِ الرُّؤيَا .
وبَينَ الحَضرَتينِ الإبرَاهِيميَّةِ واللُّوطِيَّةِ مِنْ وَجهِ الضَّيفِ المَلَائِكيِّ … الخ .
فإذا كانَ المَذكورُ 25 حَضرَةً نَبوِيَّةً في القرآنِ الكريمِ فَهُنا 25 سِرَّاً، فإذا جِئْتَ على تَدَاخُلاتِها كانَت 25×25 = 625 سِرَّاً سِتُّمِائةٍ وخَمسةٌ وعشرونَ سِرَّاً في عِلْمِ الأنتَربُولوجيَا .
وَنِعمَ الأسرارُ القرآنيَّةُ وَطُوبَى لِمَنْ حَازَها، كيفَ لا وَهيَ أسرَارُ كلامِ اللهِ تعَالى، وَلا يُمكِنُ التَّصرِيحُ بِأكثَرَ مِنْ هذَا لِضِيقِ الوَقتِ لا لِضِيقِ الوَارِدِ، وَبِمَا ذَكرتُ تَمَّ التَّعرِيفُ بِهذَا العِلْمِ الشَّريفِ .
واللهُ مِنْ وَرَاءِ القَصدِ وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ .
( من كتاب علم الإنتربُولوجيَا للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .