ختام نبوغ المجددية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

ختام مؤلف بنوغ المجددية في تطوير الأذواق العرفانية

 

في خِتَام البَحْث خلاصةُ الخلاصةِ مِنْ زُبْدَة التّخليص مِنْ مَخضِ التّلخيص ، و هو أنّ المُجَدّدِيّة أبْدَع إمْكَان في عوالِم الآن ، فهي إمتداد الأكْبَريّ و التِرمذيّ السّابقَين في جدار هذا الآن اللاحِق ، و اتّضح في جُمْلة الفصول و الأبواب نفي كلّ ارتياب عن كفاءة المُجَدّدِيّ في تطوير العوالِم العِرفَانيّة ، فهي لُغَة العصر العِرفَانِي ، و طريقة المَنهَج الرَبّانيّ في مكاني و زماني ، و كما هو مُلاحَظٌ مِنْ ثنايا البَحْث كيف أنّ المُجَدّدِيّة الحَث عملتْ في جوانب البَث العِرفَانِي فظَهَرتْ مَظْهَر الكَامِل المُتَكامِل مع بقيّة المَدارِس العِرفَانيّة التي سَبَقتها ، ممّا أظهر تألّق العِرْفَان المُجَدّدِيّ كمُكَمِّل للنّور الأكْبَريّ و الحُبّ التِرمذيّ ، فكانتْ المَدرسَة المُجَدّدِيّة خُلاصة تلك الخُلاصات مُكَمِّلَةً لمَا سَبَق و مُتَمِمَة لمَا سَيلْحَقْ إنْ شاء الله تعالى ، فحَوَتْ ما كان مِنْ لَطائِف العِرْفَان ، و ثبّتَتْ ما هو كائنٌ في لَطائِف المعادن معادن القُدْس النّوري ، و مهدتْ لمَا سيكون في لَطائِف أبَدِ الكَوْن ، و لعلّ أهمّ نُورٍ فيها هو هذا النّور الأخضر الحَقّانِيّ مِنْ بيت النُبُوّة مِنْ سُلالَة آل البيت عليهم رضوان الله تعالى و سلامه ، فمِنْ مَزايا المُجَدّدِيّة أنّ مُفْتَتَحها ذو نَسَبٍ نَبَويّ حَسَنيّ ممّا أعطاها طُهْرَ المُنْبَثَق ، فلا ينبثق عن الطّاهر إلا الطُهْر ، فبُورِك بمَدرسة العِرْفَان ، التي جاءت على يَد نورٍ حَسَنيٍّ مُحَمّديٍّ جعلها طُهْرُه فريدة عَصْرِها ، و جوهرة عوالِمها ، و في البَحْث خير دليلٍ على خُصُوبة هذا المَنْهَج و قدرته على حَمْل الماضي و تجديد أنْوَاره بما يُلائِم الحاضر مُمَهِداً لنور مَنْ يَلحَق و الحَمْدُ لله رَبّ العَالَمِين .

 


( من كتاب‏‏ نبوغ المجددية في تطوير الأذواق العرفانية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى