خَـاتِمَـةُ في علم الاسم المتجلي الأعلى
هُناكَ آيـةٌ جَميلةٌ في القرآنِ الكـريمِ :
بسم الله الرحمن الرحيم { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيـا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } فصلت (12) .
الشَّاهـدُ في الآيةِ في قَولِـه : ” وأَوحَى في كُلِّ سَماءٍ أمرَهَا “ أيْ أنَّ كُلَّ سَمَاءٍ لَها أمرٌ خَـاصٌّ ، وكُلُّ أمرٍ خَـاصٍّ لَه اسمُه الخَـاصُّ ، هذَا يعنِي أنَّ كُلَّ سَماءٍ لَها اسمٌ خَاصٌّ يَتجلَّى هَـذَا الاسمُ على هذِه السمَـاءِ ، فَهيَ تَأخُذُ مَعلُومَاتها مِنْ اسمِها الخَاصِّ المُتجلِّي عَليها فَلَا يَجبُ أنْ تَكونَ السَّماءُ أرقَى مِنَ الإنسَانِ ، هِي تَعرِفُ اسمَها المُتجلِّيَ الخَاصَّ والإنسانُ يَجهَلُه ، الإنسَانُ خَليفَـةُ اللهِ في الأرضِ ، وهوَ خَليفَتُـه في كُلِّ الأبعَـادِ الكَونيـَّةِ يَجِبُ أنْ يَعرِفَ جَميعَ الأسمَـاءِ .
بسم الله الرحمن الرحيم { وَعَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَـادِقِينَ } البقرة (31) .
الشَّاهـدُ في الآيةِ في قَولِـه : ” عَلَّمَ آدَمَ الأسمَـاءَ كُلَّهَا “ أبُونَـا يَعرِفُ كُلَّ الأسمَاءِ ، هذِه السَّمَواتِ يَعرِفُ أسماءَهـا المُتجلِّيـةَ كَمَا ذَكرتُ في عِلمِ مَنَازِلِ القَمرِ ، لَكنْ لا يَكفِي أنْ نَعرِفَ الكونَ مِنْ حَولِنَـا ، يَجبُ أنْ نَعرِفَ ذَواتَنَـا ، ومِنْ أينَ تُرْوَى وتُسْتَقَى الأنـوَارُ .
في الحَضرةِ الإسمَاعِيليَّـة قـالَ : ” عِندَ رَبِّـهِ مَرضِيَّاً “ ، وفي الحَضرَةِ المُحمَّديَّـة الجَامِعَـةِ لِكُلِّ الحَضَراتِ كـانَ حَبيبُ اللهِ مَرضِيَّاً عِندَ رَبِّ الكُلِّ رَبِّ العَــالَمِينَ .
أتَمَنَّى لَكُم أنْ تَتَعرَّفُوا على أسمَائِكُم الخَاصَّةِ ، ويَكونَ كُلُّ واحدٍ مِنكم عِندَ رَبِّهِ مَرضِيَّاً ، وأنْ يَكونَ مَرضِيَّاً عِندَ رَبِّ الكُـلِّ كَمَـا الحَقِيقَــةُ المُحمَّديـَّـةُ .
أتَمَنَّى لَكم كِلَا المَقَـامَينِ ، والسُّلوكَ دَرجَـةً دَرجَـةً إنْ شَاءَ اللهُ سُبحَانَه وتَعالَى ، واللهُ يَقولُ الحَـقَّ وهُوَ يَهدِي السَّبيلَ ، والحَمدُ للهِ رَبِّ العَـالَمِينَ .
( من كتاب علم الاسم المتجلي الأعلى للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .