حياتُنا المستقيمةُ بالصدقِ تصنعُ الحياةَ المتفوقةَ
نصنعُ حياتَنا المستقيمةَ بروحِ الصدقِ الحقيقيِّ الباطنِ الكامنِ فينا ، عندما لا نُغيّرُ الحقائقَ الحاصلةَ في واقعِنا إلى أوهامٍ نريدُها نحن .
قد لا تُعجِبُ البعضُ الحقيقةَ أحياناً ، لكنّها هيَ كذلك ، فإنَّ تصوّرَها بغيرِ صورتِها ومحاولةَ التغاضي عنها بفكرةٍ واهمةٍ لا يصنعُ الصدقَ في عيشِ الحياةِ .
فلو كان هناك مشكلةٌ ، فالمواجهةُ وإنهاءُ المشكلةِ أفضلُ من تغييبِها بكذبةٍ .
أحلامُ اليقظةِ جميلةٌ .. وتلوينُ الحقيقةِ لهُ متعةٌ مريحةٌ .. لكنها لا تصنعُ حياةً واقعيةً صادقةً ..
وإنَّما العملُ على الحياةِ الواضحةِ بصدقٍ وبلا توهُّمٍ يمكّنُنا من تكوينِ أحلامِنا الجميلةِ مستقبلاً بشكلٍ أو بآخر .
فممارسةُ روحِ الصدقِ خيرٌ في كلِّ أحوالِه حتى لو بدا بعكسِ ذلك .
فالبناءُ السليمُ يقومُ على الأساسِ السليمِ .
كذلكَ هو روحُ الصدقِ والوُضوحُ الرُّوحيُّ في كلِّ الأمورِ ليكونَ هناكَ تناغمَاً على المستوى الشخصيِّ والمستوى العامِّ معَ الآخرين .
وبذلكَ ينعكسُ روحُ الصدقِ في علاقاتِ الإنسانِ فتُبنى العلاقةُ على بنيةٍ صحيحةٍ و متماسكةٍ فيصعُبُ خرقُها .
” ما أسرَّ عبدٌ سريرةً إلا ألبسَهُ اللهُ رداءَها إنْ خيراً فخير ، وإنْ شراً فشر ” .
المتحققونَ بروحِ الصدقِ هم من ذوي المراتبِ العاليةِ بحسبِ القرءانِ الكريمِ والسُّنَّةِ الشريفةِ اللذين هما مرجعُنا الأولُ والأساسُ في كلِّ شؤونِنا .. ، ولمْ يأخذْوا مراتبهم هذهِ إلا لأهميةِ تحقُّقِهم بروحِ الًصدقِ في معناه .
عن ابنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قَالَ : ” إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّاباً ” .
{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69} سورة النساء .
فالإنسانُ النقيُّ هو الذي يحرصُ على أن يكونَ صادقاً في أقوالِهِ وأفعالِهِ مع مَن يتعاملُ معهم ، وإذا لَمسَ الآخرون منهُ أنَّهُ يحبُّ الصدقَ الموصلَ لمرضاةِ اللهِ أقبلوا عليهِ واستمَعوا إلى نصائِحِهِ وتوجيهاتِهِ لأنَّه سَلكَ هديَ الإسلامِ الذي تغلغلَ في كيانِهِ .
البيتُ النورانيُّ الذي يتعاملُ فيه أفرادُهُ بالصدقِ ترفرفُ عليهِ علاماتُ التوفيقِ والنجاحِ ؛ وذلك لإيمانِ أفرادِهِ بأنَّ الصدقَ رأسُ الفضائلِ ومكارمِ الأخلاقِ .
ولا شكَّ أنَّ الصدقَ كما أشارَ الحديثُ النبويُّ الشريفُ يُفضي بصاحبهِ إلى الجنةِ في حين أن الكذبَ يهدي إلى الفجورِ المفضي بصاحبِهِ إلى النارِ .
علينا حَقاً أنْ نعيشَ الحياةَ بروحِ الصدقِ المتوهِّجِ بالوضوحِ .. بأنْ لا نغيِّرَ حقائقَنا و لا نزيِّفَ كلامَنا .
( من كتاب السر الروحي للحياة المتفوقة للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
4 يونيو، 2020
حياة الخَضِر عليه الصلاة والسلام
23 نوفمبر، 2016
حول – الموسوعة الروحية
16 يونيو، 2020
حضرة الفخر
زر الذهاب إلى الأعلى