ثَمَرَاتُ مَعْرِفَةِ الاسمِ المُتجلِّي
في تِلكَ اللَّحظَة تَكونُ مِنْ ثَمَرَاتِ مَعرِفتِي لِلاسمِ المُتجلِّي عَلَيَّ ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) النَّجم (17) في مُنتَهى التَّعَرُّفِ وشِدَّةِ القُـربِ في حَقيقةِ المُطَالَعَـة أُصبحُ مِنَ الشَّاهِدِينَ .
بسم الله الرحمن الرحيم ( رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) آل عمران (53) .
وَصلَ إلى حَقيقةِ القِيـامِ بِالعِلْمِ وبِالقِسْطِ، وصَارَ مِمَّنْ شَهِدَ مَعَ مَنْ شَهِدَ حَيثُ قَـالَ حَبيبِي عَزَّ وجَلَّ :
بسم الله الرحمن الرحيم ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران (18)
صَارَ في حَضرَة الشُّهُودِ ، عَايَنَ الشَّاهِدُ في نَفسِهِ فَعَرفَ نَفسهُ ، فَوَصلَ إلى المُتجلِّي عَليهِ الاسمِ المَشهُودِ فَأقسَمَ حَبيبِي عَـزَّ وجَلَّ :
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) (3) ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ) (4) البروج .
الأُخدُودُ : هُوَ الشِّقُّ المُتَصدِّعُ في الذَّاتِ فَطَالَمَا نَحنُ في الأُخدُودِ لَا نَرَى شَيئاً لَأنَّه على يَمينِنَا جَبلٌ وعلى شِمَالِنا جَبلٌ، ونَكونُ مَحجُوبِينَ بِكِلَا الجَبَلَينِ، جَبلِ العَقلِ وجَبلِ الوَاقعِ، جَبلِ الدُّنيَا وجَبلِ البَرزَخِ.وهَذا لَيسَ تَفسِيراً في الآيةِ الكَرِيمةِ بَل هُوَ إشَارةٌ فِيهَا يَفْهَمُها أهلُ الإشَارَاتِ الإلَهيَّة .
إنَّمَا المَطلُوبُ الخُروجُ مِنْ هَذا الأُخدُودِ لِلوصُولِ إلى الرَّبِّ المَعبُودِ ، والوُقوفُ في حَقيقةِ الشَّاهِدِ لِمَعرِفة الحَـقِّ المَشْهُودِ .
عِندما نَصلُ إلى الاسمِ المُتجلِّي في هَذا التَّعَرُّف نَصِلُ إلى حَقيقَـةِ مَـنْ عَـرَفَ نَفْسَهُ عَـرَفَ رَبَّـهُ .
فَمَعرفةُ الرَّبِّ مَعرِفةُ هَذا الاسمِ المُتجلِّي عَليك هُوَ مِنْ أسْمَى مَا يَصِلُ إليهِ العَبدُ ، لِأنَّه يَعرِفُ اسمَهُ الخَاصَّ بِوجهِهِ الخَاصِّ الذِي تَجَلَّى عَليه رَبُّ العِزَّةِ ، الاسمُ الإلَهيُّ الخَاصُّ الذِي تَوَجَّه اللهُ سُبحَانَه وتَعَالى بِهِ على إيجَادِ هَذا الكَائِنِ ، ومَعرِفـةِ مِنْ أيْ حَضرَةٍ وُجِـدَ .
( من كتاب علم الاسم المتجلي الأعلى للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .