ثَمَرَاتٌ عِلْمِيَّةٌ لِلصُّحْبَةِ الْمُوسَوِيَّةِ الْخَضِرِيَّةِ
عَلْمُ أخْلَاقِ الصُّحْبَةِ ، وَعِلْمُ الصُّحْبَةِ الْأخْلَاقِيَّةِ :
اعْلَمْ يَا وَلِيِّي فِي اللهِ تَعَالَى أنَّ الصُّحْبَةَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكُلِّيَّةِ ، أيْ أنَّ الْمُرِيْدَ يَصْحَبُ شَيْخَهُ بِكُلِّيَّتِهِ ، وَمَا ذَلِكَ إلَّا لِتَأتِيَهُ وَارِدَاتُ شَيْخِهِ عَلَى التَّمَامِ وَبِالْكُلِّيَّةِ ، فَوَارِدَاتُ الشَّيْخِ إلَى مُرِيْدِهِ سَارِيَةٌ كَالنَّهْرِ وَإنَّمَا الْعِمْدَةُ عَلَى مَا اغْتَرَفَ الْمُرِيْدُ .
وَالَّذِي يَتَوَجَّهُ إلَى الْاغْتِرَافِ مِنْ نَهْرِ الْأخْلَاقِ الْجَارِي مِنَ الشَّيْخِ إلَى الْمُرِيْدِ : فَيَتَحَقَّقُ بِالْأخْلَاقِ وَهَذَا مِنْ تَمَامِ الْمَقَامَاتِ الرُّوحِيَّةِ ، فَيَتَعَلَّمُ الْأخْلَاقَ عَلَى أنْوَاعِهَا مِنَ الشَّائِعَةِ كَأخْلَاقِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَاللِّبَاسِ إلَى الْأخْلَاقِ الزَّوْجِيَّةِ وُصُولَاً إلَى أخْلَاقِ الدُّخُولِ عَلَى اللهِ تَعَالَى كُلُّ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ ( أخْلَاقِ الصُّحْبَةِ ) .
أمَّا إذَا صَحِبَ الْمُرِيْدُ شَيْخَهُ بِالْكُلِّيَّةِ وَكَانَ اغْتِرَافُهُ بِالْكُلِّيَّةِ فَذَاقَ وَانْتَفَعَ بِأنْهَارِ الْمَعْرِفَةِ ، فَأكْسَبَتْهُ سَيْرَاً حَمِيْدَاً خُلُقِيَّاً كَانَ الْأمْرُ مِنْ عِلْمِ ( الصُّحْبَةِ الْأخْلَاقِيَّةِ ) .
فَالصُّحْبَةُ عِلْمٌ لَهُ قَوَاعِدٌ وَ أخْلَاقٌ مِنْ وَجْهٍ وَلَهُ سَيْرٌ أخْلَاقِيٌّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ .
فَعِلْمُ الصُّحْبَةِ الْأخْلَاقِيَّةِ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَعْتَنِي بِقَوَاعِدَ تَمَامِ صِحَّةِ سَيْرِ الصُّحْبَةِ بِمَا لَا يَخْرُجُ عَنِ الْأخْلَاقِ بَلْ وَمُمَارَسَتُهَا بِشَكْلٍ أخْلَاقِيٍّ .
أمَّا دِرَاسَةُ الْأخْلَاقِ نَفْسُهَا فَهِيَ مِنْ عِلْمِ الْأخْلَاقِ الْمُضَافَةِ إلَى الصُّحْبَةِ أيْ عِلْمُ أخْلَاقِ الصُّحْبَةِ .
( من كتاب علم الحقائق البرزخية بين الحضرتين الموسوية والخضرية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
6 يونيو، 2020
في القدرة الحادثة – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
23 نوفمبر، 2016
حول – الموسوعة الروحية
16 يونيو، 2020
حضرة الجود – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى