تَعرِيفُ عِـلْمِ المَحَلَّاتِ
هوَ عِلْمٌ يُبَيِّنُ مَحَلَّ كُلِّ وَصْفٍ وفِعْلٍ في ذَاتِكَ الإنسَانِيَّةِ .
فَلتَعْلَمْ أيَّدَكَ اللهُ بِروحٍ مِنهُ أنَّ لِكُلِّ شَيءٍ مَحَلَّاً اختَصَّهُ اللهُ تعَالى بِهِ سَواءٌ كانَ مَاديَّاً أو مَعنوِيَّاً .. فِعلاً كانَ أو وَصفَاً .. أمَّا الأفعَالُ فَهيَ مَشهُودةٌ لِلعَامَّةِ والخَاصَّةِ ، فَليسَ هناكَ مِنْ دَاعٍ لِتَفصِيلِ مَحَلَّاتِها كَأنْ نَقولَ :
فِعلُ النَّظرِ في العَينِ .. وَفِعلُ الكَلامِ بِاللسَانِ .. وجَرَيانُ الدَّمِ في العُرُوقِ فَهذِهِ الأمورُ مِنَ البَدَهِيَّاتِ في عِلْمِ المَحَلَّاتِ .
وكذلكَ الأشياءُ الماديَّة فالكلُّ يَعلَمُ أنَّ الكعبةَ المُقدَّسة مَحلُّها مكة المشرفة .. وأنَّ القُدسَ مَحلُّها في فلسطينَ .. وهذَا أيضاً مِنَ البَدهيَّات في عِلْمِ المَحَلَّاتِ .
وكذا الزَّمن فالكلُّ يَعرِفُ أنَّ الإثنينَ يأتي بعد يومِ الأحدِ وقبلَ يوم الثُلاثاء وهكذا .
عِلْمُ المَحَلَّاتِ التَّشرِيعِيِّ :
أمَّا عِلْمُ المَحَلَّاتِ التَّشرِيعي الذِي اختصَّ به اللهُ تعالى بعضَ خواصِّهِ وشرَّفهُ بِأسرَارِه فهوَ : العِلمُ بِمَحَلَّاتِ المَعَاني والأوصَاف .. فَمَنْ ذا الذي يَعلَمُ مَحَلَّ الاسم مِنَ الجسم ، ومَحَلَّ الإلهام في الإنسان ومَحَلَّ الإسلام مِنكَ ومَحَلَّ الإيمان فِيكَ ، ومَحَلَّ تَوَضُّعِ الذنوبِ في ذَاتِك ومَحَلَّ الإحسَانِ في ذاتِ الإنسَان ، ومَحَلَّ تَفعِيل النِّفاقِ ومَحَلَّ مَنفَذِ الإحسَانِ مِنكَ ومَحَلَّ الخَطَايَا ، ومَحَلَّ الكَبائِر والكَثيرَ الكَثيرَ مِنَ الأسرَار والأنوار المَطوِيَّة في عِلْمِ المَحَلَّاتِ .
وإليكَ يَا وَليِّي في الله تعالى بعضاً مِنْ أسرَارِ هذا العِلم كمَا يُملِيه علينا العَليمُ سُبحانه في وَارِدِ هذا الوقتِ .
( من كتاب علم المحلات للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
30 مايو، 2020
أنواع الولاية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
27 مايو، 2020
قاعدة رقائق عاشق خاف التبديد – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
6 يونيو، 2020
وجها الموجود عن سبب – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى