تطهير المحلات – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

 تَطهِيرُ المَحَلَّاتِ 

 

اِعلَمْ يَا وَليِّي طَهَّرَك الله مِنْ كُلِّ عَيبٍ أنَّ الفائدةَ في مَعرفةِ المَحَلَّاتِ ومَا يقومُ بها إنَّمَا تَكمُنُ في مَعرفة تَطهِيرِ ذَاكَ المَحَلِّ لِيَلِيقَ بِعبُوديَّتِهِ بَينَ يَدَي رَبَّهِ ، ولِذلكَ رَأينا أنْ نَتَكلَّمَ على تَطهير كُلِّ مَحَلٍّ مِمَّا ذكرنا لِتمَامِ الفائدةِ .

أمَّا تَطهِيرُ العَقلِ فَبِلَا إِلَه إلَّا الله ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الذنوبِ بِالتَّوبَةِ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الآثامِ بالاستِغفَارِ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الخَطايَا والأوزَارِ بِالأَوبَةِ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الكَبائرِ بِالحَدِّ الشرعِيِّ لِكُلِّ كَبيرةٍ كَمَا هو مَنصُوصٌ عليهِ في الشَّرِيعة الإسلامِيَّة ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الإحسانِ بِالشُّهُودِ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ مَنفَذِ الإحسَانِ بِمُراقبةِ الحَقِّ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الاسم في الجِسم بِاتِّباع أحسَنِ القَولِ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الوَعيِّ بِمَسحِ الأُذُنينِ أثناءَ الوضوء لِلصَّلاةِ ويُفضَّلُ أنْ يَكونَ بِنَفْسِ الماء الذِي يُمسَحُ بِهِ الرأسُ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الإلهَامِ بالسُّلوكِ الأخلاقيِّ إلى الله تعالى ، ومَحَلُّ تَطهِيرِ الفُجُورِ بِالامتِناعِ عَمَّا نَهَى عنه الشَّرعُ ، ومَحَلُّ تَطهِيرِ مَحَلِّ التقوَى بِإقامَةِ مَا أمرَ به الشَّرعُ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الوَسوَاسِ إنَّمَا هوَ اليَقِينُ بأنَّ الله هوَ الأوَّلُ والآخِرُ والظاهِرُ والبَاطِنُ وهوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ، وتَطهِيرُ مَحَلِّ الكُفرِ بِالإسلَامِ . 

وبِالكُلية فإنَّ كُلَّ تَطهِيرٍ لِمَحَلٍّ إنَّمَا هو نَابِعٌ مِنَ الأسباب المُطَهِّرَةِ لِلمُقِيمِ في ذَاكَ المَحَلِّ .

   


( من كتاب‏‏ علم المحلات للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى