الوجُودُ الحَيُّ لا يَنتَهِي فَلَا نِهائِيَّةَ
لَمَّا كانَ كُنْهُ الهُوِيَّةِ المُطلَقُ وجُوداً مَحضَاً فإنَّ الوجُودَ المَحضَ بَاقٍ لا نهايَةَ لَه، فَلَا نِهائِيَّةَ إذاً .
وكَذلكَ الحياةُ الحَقَّةُ لِهذَا الكُنْهِ لا تَنتَهِي، فهوَ دَائِمُ التَّوَهجِ القُدرَويِّ بِنُورِ حَياتِهِ السَّارِي، إذاً : لا نِهايةَ لِلوجودِ الظاهِرِ، فهوَ تَوَهجٌ قُدرَويٌّ عَنِ الوجودِ البَاطنِ، ولا نِهايةَ لِلباطنِ فَلَا نِهايةَ لِلظاهرِ، وثَبَتَ الوجُودُ المَحضُ بِلا نِسبَةِ ابتدَاءٍ ولا انتِهاءٍ، وبَاتَت النِّسبةُ في حَقِّهِ أمرَاًعَدَمِيَّاً مَحضَاً .
فهوَ لَمْ يُبتَدَأْ ولَن يَنتَهِي، بَل هوَ مُبدِئٌ لِمتَعَيِّناتِ تَوَهجِهِ القُدرَويِّ، مُعِيدٌ لِهذِه التَّوَهجَاتِ إليهِ .
( من كتاب الهوية للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .