المريد في حضرة الشيخ
المريد في حضرة الشيخ كمن هو قاعد على ساحل بحر ينتظر رزقاً يساق إليه ، فتطلعه إلى الاستماع وما يرزق من طريق كلام الشيخ يحقق مقام إرادته وطلبه واستزادته من فضل الله تعالى ، لذلك على المريد الصمت بحضرة الشيخ ولا يتكلم إلا إذا طلب منه الشيخ الكلام ، و إذا كان له كلام مع الشيخ في شيء من أمر دينه أو أمر دنياه لا يستعجل بالإقدام على مكالمة الشيخ والهجوم عليه حتى يتبـين له من حال الشيخ أنه مستعد له ولسماع كلامه .
ولا يرفع صوته في حضرة الشيخ ، فرفع الصوت تنحية جلباب الوقار ، والوقار إذا سكن القلب عقل اللسان ما يقول ولا يكثر من الضحك والكلام .
وعليه أن يعتقد أي المريد أن شيخه عالم لما يدور في داخله من أفكار ، يدخل في جوفه [1] ويعلم ما في نفسه ، لذلك يجب عليه أن يحفظ قلبه قبل لسانه في حضرة شيخه .
[1] والمقصود هنا الدخول المعنوي وهذا لا يفهمه إلا اهله .
( بقلم : أوس العبيدي ) .