المرأة وعلم الذكاء الروحي
رَبَّاتُ البُيُوتِ جَمِيعَاً عَلَيهِنَّ أنْ يَتَعَلَّمْنَ عِلمَ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ لِأنَّهُ يَمنَحُهُنَّ مَلَكَاتٍ أقوَى وَارتِقَاءَاتٍ عُليَا تَجعَلُ وَظَائِفَهُنَّ التَّربَوِيَّةَ مَعَ الأولَادِ وَالوَظَائِفَ المَعِيشِيَّةَ مَعَ الزَّوجِ وَعَائِلَةِ الزَّوجِ أسهَلَ بِكَثِيرٍ وَأمتَعَ وَذَلِكَ لِمَا يُعطِي عِلمُ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ لِرَبَّةِ البَيتِ مِنْ تَفَوُّقٍ .
إنَّ لِرَبَّاتِ البُيُوتِ وَظَائِفَ يَتَفَرَّدْنَ بِهَا بِخُصُوصِيَّةِ مَوقِعِهِنَّ الاجتِمَاعِيِّ .. وَكُلَّمَا كَانَت رَبَّةُ البَيتِ مُتَمَتِّعَةً بِالذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ بِشَكلٍ عَالٍ كُلَّمَا كَانَتْ أقدَرَ عَلَى القِيَادَةِ المَنزِلِيَّةِ بِنَجَاحٍ وَتَفَوُّقٍ مَعَ مُحَافَظَتِهَا الكَامِلَةِ عَلَى أنُوثَتِهَا وَخُصُوصِيَّةِ أمُومَتِهَا .
لِذَلِكَ كَانَ لِتَعَلُّمِ عِلمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ أهَمِّيَّةٌ كَبيِرَةٌ لَدَى رَبَّاتِ البُيُوتِ لِأنَّهُ يَمنَحُهُنَّ مَلَكَاتٍ أقوَى وَارتِقَاءَاتٍ عُليَا سِيَّمَا وَأنَّ المَرأةَ دَائِمَةُ التَّطَلُّعِ لِلتَّمَيُّز وَالتَّفَرُّدِ عَن قَرِينَاتِهَا وَخَاصَّةً عَلَى مُستَوَى مُحِيطِهَا الأُسَرِيِّ وَالعَمَلِيِّ ..
فَمِنْ جِهَةِ الأولَادِ يُصبِحُ لَدَيهَا القُدرَةُ العَالِيَةُ عَلَى التَّوَاصُلِ المِثَالِيِّ مَعَ أولَادِهَا بِكَافَّةِ فِئَاتِهِمُ العُمْرِيَّةِ وَإيجَادِ الأقنِيَةِ السَّلِيمَةِ المُتَوَهِّجَةِ بِالحَدَاثَةِ وَالرُّقِيِّ لِيَكُونُوا فِي الدَّرَجَةِ الأولَى مِنَ النَّاحِيَةِ التَّربَوِيَّةِ وَالسَّوِيَّةِ الأخلَاقِيَّةِ العُليَا وَالفَهْمِ وَالإدرَاكِ الوَاعِي فَيَكُونُونَ نَوَاةً حَقِيقِيَّةً لِجِيلٍ سَوِيٍّ رَاقٍ .
فَبِارتِقَائِهَا بِعِلمِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ تُصبِحُ وَظِيفَتُهَا التَّربَوِيَّةُ مَعَ الأولَادِ وَوَظِيفَتُهَا المَعِيشِيَّةُ مَعَ الزَّوجِ وَعَائِلَةِ الزَّوجِ أسهَلَ بِكَثيِرٍ وَأمتَعَ .. وَذَلِكَ أنَّهَا تُصبِحُ ذَاتَ نَظرَةٍ مَعرِفِيَّةٍ شُمُولِيَّةٍ وَاضِحَةٍ مِمَّايُؤثِّرُ عَلَى حَيَاتِهَا الزَّوجِيَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ التَّأثِيرِ الإيجَابِيِّ الفَاعِلِ مَعَ الزَّوجِ ؛ وَبِالتَّالِي يَبعَثُ السَّكِينَةَ وَالاطمِئنَانَ وَيَنشُرُ السَّعَادَةَ بِمُوجِبِ الفَهمِ العَمِيقِ لِلزَّوجَةِ تِجَاهَ الزَّوجِ وَالَّذِي يُشَكِّلُ العُنصُرَ الأهَمَّ فِي جَمَالِيَّةِ الحَيَاةِ الزَّوجِيَّةِ ..
وَكَذَلِكَ الأمرُ بِالنِّسبَةِ لِأهلِ الزَّوجِ وَالمُحِيطِينَ الَّذِينَ يَلمَسُونَ هَذَا الارتِقَاءَ بِمُوجِبِ الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ وَهَذَا مَا يُشِيعُ رُوحَ المَحَبَّةِ وَالتَّلَاقِي السَّلِيمِ بِالفِكرِ وَالتَّوَاصُلِ الاجتِمَاعِيِّ بَينَ أفرَادِ العَائِلَةِ .