القَاعدةُ الذَّهبيَّةُ في عِلمِ الاسمِ المُتَجلِّي
الاسمُ المُتجلِّي لَا يَكونُ إلاَّ اسماً ذَاتـيَّاً في المَخلُوقِ يَعني أنْتَ كَعَبدٍ يَتجلَّى عَليك عِدَّة أسماءٍ، فَالاسمُ المُتجلِّي عَليك إذا كانَ اسماً يَقُودُ أفْعَالَك الذَّاتِية هَذا اسمٌ أفْعَاليٌّ يَقُود أفعَالَك ؛ هَذا يَعني أنَّه لَيس اسمَكَ المُتجلِّيَ ، بَل اسماً رَدِيفاً لِلاسمِ المُتجلِّي ، وطَبعـاً هُناكَ عِلْمٌ يُسمَّى عِـلْمُ الأسمَـاءِ الرَّدِيفَـة .
مِثالٌ : قَولُه حَبِيبي عَزَّ وجَلَّ : بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات (11)
الشَّاهِد في هَذه الآيةِ بِئسَ الاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإيمَان ، كُنْتَ تُسمَّى بِأنَّكَ مُؤمِنٌ ، وارتَكبتَ فَاحِشةً فَأطلَقُوا عَليك اسمَ فَاسقٍ، المَلَأُ الأعلَى نَظَرُوا إلَيك فَرَأَوْكَ فَاسِقاً، بَدلَ أنْ يَكتُبكَ مَلَكُ اليَمِينِ مِنَ المُؤمِنينَ كَتَبَكَ مَلَكُ الشِّمَالِ مِنَ الفَاسِقينَ ، هَذا اسمٌ بَائِسٌ بِئسَ الاسمُ ، أيْ أنَّ هُناكَ أسماءً جَيدةً تُفيدُ العَبدَ، وأسماءٌ يَتَجلَّى اللهُ سُبحَانَه وتَعَالى مِنْ خِلَالِها بِالاسمِ الضَّارِّ على العَبدِ، فَيَأتِيه مِنها الضَّررُ ؛ أيْ بِئسَ الاسمُ الفُسوقُ و نِعمَ الاسمُ الإيمانُ .
الآنَ أنَا اتَّصفتُ بِالاسمِ الإيمانِ ، أو بِالعَكسِ بَعدَ الإيمَانِ والعِيَاذُ بِاللهِ اتَّصفتُ بِالاسمِ الفَاسِقِ مِنْ أسمَاءِ البُؤسِ وهُو الفُسُوقُ ، هَذا العَبدُ مُتَقَلِّبٌ بَينَ حَضرَتَينِ مِنَ الأسمـاءِ ، اسمُ الفُسُوقِ عَليهِ كَانَ غَيرَ مَوجُودٍ، ومِنْ ثُمَّ انْوَجَدَ فَهُو اسمٌ غَيرُ ذَاتِيٍّ ، الإيمانُ أيضَاً اسمٌ غَيرُ ذَاتيٍّ كَانَ غَيرَ مَوجُودٍ فيهِ، ومِنْ ثَمَّ آمَنَ ، فَمَثَلاً كَانَ مُلحِدَاً أو يَهُودِياً أو نَصرَانِيَّاً ، ومِنْ ثُمَّ أسلَمَ ، نَطَقَ الشَّهَادةَ فَأسلَمَ ، وهَذا اسمُـهُ فِعلٌ ، فهَذَا الاسمُ غَيرُ ذَاتيٍّ لأنـَّه طَرَأَ بِفعلٍ مَـا .
الاسمُ المُتجلِّي الذِي هُو مُتجلٍّ بِالوَجـهِ الخَـاصِّ على العَبدِ ، والذِي هوَ نَافِـذةُ العَبدِ على أنوَارِ الذَّاتِ الإلَهيَّة وعَطَاءَاتِهـا وإكرَامَاتِهـا يَجِبُ أنْ يَتَّصفَ بِالذَّاتيَّـةِ .
( من كتاب علم الاسم المتجلي الأعلى للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
22 ديسمبر، 2016
توأم الروح
6 يونيو، 2020
الفعل والقول – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
5 يونيو، 2020
العفو – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى